حركات المقاومة في عهد الاستعمار الإنجليزي (1899 _1956م) ج6

الحركه الوطنية من (1935_1945م) 

◼️مؤتمر الخريجين :-

تعرضت الحركة الوطنية السودانية لانتكاسة قوية بعد هزيمة انتفاضة 1924م ،و لكنها بدأت تستجمع قواها تدريجيًا ليشهد عام 1938م تأسيس مؤتمر الخريجين كممثل ( للأمه السودانية) و رغم بداية الحركة الوطنية علمانية الطابع ، إلا أن القيادات التقليدية الطائفية سرعان ما نجحت في استقطاب الخريجين و سقط المؤتمر فريسة للتناحر الطائفي بين الختمية و أنصار المهدي.

صورة نادرة يتوسط فيها الأزهري كلٌ من الميرغني و المهدي

فكون إسماعيل الأزهري حزب الاشقاء المرتبط بالختمية مناديا بالوحدة مع مصر في 1943م.
في المقابل أسس عبدالرحمن المهدي حزب الأمة المرتبط بطائفة الأنصار الذي عادى الوحدة ، و طالب بسودان مستقل عن مصر.
طالب المؤتمر بتوسيع التعليم و الفرص التجارية للسودانيين و تأميم مشروع الجزيرة.
لم تجد الدعاية الوطنية أي صدى في الجنوب ، فلم يهتم الوطنيون بمسألة تخلف الجنوب، و منذ البداية طالبوا بأسلمته و تعريبه، و عدت فصله إداريًا عن الشمال ليكون جزاءً من سودان موحد مستقل.

السيد عبد الرحمن المهدي

جاءت نهاية المؤتمر عام 1945م باكتساح الأشقاء (الختمية) لانتخاباته و بدعم و تمويل مصري و انسحب الأنصار منه و بقي المؤتمر مجرد واجهة حتى تم دمجه في الحزب الوطني الاتحادي الذي أسسه الأزهري بالتحالف مع الختميه عام 1952م.
في عام 1942م قدم مؤتمر الخريجين مذكرته التي شملت رؤى سياسية تصب في اتجاه المطالبة بتقرير مصير السودان و حق السودانيين في إدارة شأن بلادهم.
و خلال المرحلة الخامسة من الحركة الوطنية اضطلعت الأحزاب السياسية الوطنية بمهام عظام ، حيث انتظمت جموع السودانيين تحت رايات هذه الأحزاب الوطنية و توحدت الإدارة السياسية صوب تقرير المصير و نيل الإستقلال و الإجماع نحو القضايا المصيرية الكبرى و المضي قدمًا في التوافق السياسي و الدستور الإنتقالي و تكوين مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية وسودنة الوظائف القيادية للدولة.

Related posts

إشكالية إدارة التنوع الثقافي في السودان

الديمقراطية للديمقراطيين

جرائم عبر القرون ج (10)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...