في زمن ليس ببعيد كانت أهم إنجازات الشخص ليوم واحد أن يجمع الحطب او يهتم بمزرعته ونجاحه في الحياة أن يكون أسرة مستقرة، ومع صعوبة التواصل وقلة طرق التنقل و وسائل الترفيه والتكنولوجيا كان الناس أكثر سعادة و طمأنينة من الآن.
انظر حولك كم شخص في محيطك هذه الايام محبط ، حزين ، وربما مكتئب .
مع كل صخب الترفيه وقرب المسافات وتطور تكنولوجيا التواصل تزداد أعداد الانتحار يوم بعد يوم ومع كل روح تغادر الى السماء تغرس في الأرض كلماتها الأخيرة .
تختلف اللغات وتتعدد الأحرف لكنها تتفق على شيء واحد (العالم مكان قاسي لا يُحتمل).
ما الذي يحدث ؟!
من وجهة نظري : مع تطور العالم تطورت نظرة الإنسان لنفسه وحياته بل وحتى تطلعاته وأحلامه في المستقبل .
مع انفتاح الإنسان على العلم والعالم أصبح يطالب بمساحة حرية، و قد يتمرد على العادات والتقاليد التي لم تعد تصلح لهذا الزمان.
والاهم من هذا كله ترويج الإعلام لأشكال نجاح محدودة ولامعه .
قد تكون مثال جيد يحتذى به ويبعث الأمل في قلوب الكثيرين ليطور حياتهم للأفضل .
لكنها في أغلب الأحيان تؤخر النجاح وتجعل من طريقه رحلة مليئه بالاحزان والتضحيات والصعوبات.
السؤال هنا اذا لم نستمتع بالرحلة فما فائدة الوصول ؟
حياتنا أيام محددة نعيشها لمرة واحدة ف ما المغزى من وضع أنفسنا على طريق صعب فقط لأنه أوصل اخرين الى مبتغاهم ؟
كل هذا جعل البعض غير راضي عن حياته ويسعى دوما للتميز والبحث عن النجاح الساحق .
(النجاح) هذا المعنى الفضفاض يحبس الكثيرين داخله!
ما أريد قوله هو أننا لدينا طرقا مختلفة في الحياة لماذا نريد اتباع طريق احدهم للنجاح ؟
وإذا لم تتاح لنا نفس الظروف والأهداف فمن المحتمل أن لا نصل إلى شيء .
مسمى النجاح هو غيمة صيفيه في سماء واسع كل يراها بمخيلته.!
استوقفني قول أستاذي للغة العربية في المرحلة الثانوية حين قال : (اكتبوا كي تقرأ نفوسكم وتتغذى عقولكم ، الدرجات النهائية لا تحدد ما اذا كنتم جديرين بالحياة أم لا ، هي فقط قيمة مضافة لتجربتكم في الدنيا).
بمعنى ابسط معنى النجاح ليس أن تكون غنيا جدا ولا مشهورا او مثقفا.
بل ان تجد سعادتك في هذه الحياة وتستمتع بالرحلة.
وتصبح كل يوم وانت تسعى أن تكون أفضل من البارحة.
4 تعليقات