مما لا شك فيه أن أغلب أهل السودان دعموا نجاح الفترة الانتقالية فمنذ بداية الاعتصام ظهرت حملات التغيير في الشوارع والأحياء والمدن وأجتهد المواطن في حملات النظافة والتجميل وتكوين لجان الأحياء أملاً في تغيير حقيقي يحدث على المستوى السياسي والتنفيذي.
لكن مايحدث اليوم محبط بدرجة كبيرة لمعظم الناس فبعد أكثر من عام اتضح أن الحكومة بلا رؤية ولا تخطيط بل هي مجرد جزر معزولة في شكل وزارات وتكتلات كل وزارة أو لجنة تعمل وفق رؤية مختلفة تماماً حتي تكاد تعتقد أن من يدير الأمر لا يفقه فيه شئ ويعمل بمبدأ (ياصابت ياخابت) .!!
أداء وزارة المالية مختلف عن تصريحاتها مختلف عن الواقع فكيف لوزارة فشلت في تحجيم تصاعد الدولار وقفزة لأرقام عالية أن تنجح في تطبيق مجانية التعليم!! وكيف لوزارة تشتكي من ضعف الموارد ولا تستطيع السيطرة على الشركات الامنية واستثماراتها أن تنجح في توفير وجبة إفطار تلاميذ المدارس!!
كل الدلائل تشير لأن الوزارة بلا رؤية ولا خطة عمل واضحة وأنها تكثر من الحديث الاستهلاكي على حساب الفعل الحقيقي.
وزارة التربية والتعليم أصرت على جلوس طلاب وطالبات الشهادة السودانية في ظل ظروف عصيبة تمر بها كثير من أسر الممتحنين ولم يثنيها عن القرار حتى غياب 6% من مجموع الطلاب عن الجلوس لأول امتحان.
وزارة عجزت عن تطبيق مبدأ المساواة بين طلابها وطالباتها في تهيئة الظروف المناسبة لهم فشتان بين من كان آمنا” ومن فقد بيته..!!
وزارة تفتقت عبقريتها عن فكرة قطع الانترنت عن كل انحاء السودان منعاً لحالات الغش ولم تجهد مراقبيها بجمع هواتف الطلاب!!
عادت نفس الوزارات قبل أيام في مؤتمر صحفي لتقرر تأجيل العام الدراسي مبررة التأجيل بفشلها على عدم قدرتها على طباعة الكتاب وعدم قدرتها على تطبيق مجانية التعليم!!
اعتذار بكل برود وكأن ماوصلنا اليه من تدني في أداء الحكومة التنفيذية وفشلها في وضع سياسات تناسب المرحلة يجب أن يتحمله المواطن..!!
نهاية القول
التظاهر والاحتجاج لا يحتاج الي فتح المدارس والجامعات وعلى الطواقم الوزارية البدء في العمل وفق رؤية موحدة بعيداً عن التضليل السياسي الذي يمارس الأن فالمواطن السوداني لايهمه إن رفعت امريكا عقوباتها او تركتها بقدر مايهمه أن يرى غرس الثورة ينجح في التأسيس لدولته الحلم دولة الحرية والسلام والعدالة.