جزيرة مقرات تقع في شمال السودان عند منحى النيل بين الشلال الرابع والخامس، و هي أكبر جزيرة على النيل. يعتبر موقعها مهماً حيث تلتقي الطرق الطويلة وطرق المواصلات.
تغطي الجزيرة كل فترات تاريخ السودان، وتعود أقدم الإكتشافات فيها للعصر الحجري القديم أي إلى ما قبل 250.000سنة. وهي عبارة عن أدوات حجرية لا تزال ملقاة في الأماكن التي صنعت فيها من قبل البشر الأوائل، ويمكن العثور عليها بشكل ملحوظ في العديد من المواقع التي تقع داخل الجزيرة.
ومدافن قديمة تقع فوق الهضبة التي تتوسط الجزيرة، وأيضاً هنالك عدة قلاع في مواقع بارزة على ضفاف نهر النيل. بدأ البحث والإستكشاف عنها في العامين 2006و2008. توجد قلعة في الضفة الجنوبية لمقرات بالقرب من الكرمل تدعى جبل الحلة. كما توجد قلعة أخرى في قرية الحلة في اتجاه مجرى النيل، كانت غير معروفة لدى علماء الآثار حتى عثر عليها فريق المسح الأثري لفترات ما قبل التاريخ في العام 2014م.
ومن المحتمل أن تكون هنالك مزيد من القلاع لا تزال مخبأة في المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف بالقرب من النهر.
وكان أهداف مشروع دراسة القلاع هو دراسة السجل التاريخي الفني لقلاع مقرات و وضعها في الخارطة الأثرية للجزيرة، ومعرفة تاريخها والمزيد عن وظيفتها واكتشاف كيف كانت الحياة داخل القلاع وارتباطها بالمواقع المجاورة لها.
كشفت الحفريات الإختبارية التي أجريت في قلعة رأس الجزيرة عن بقايا كنيسة من العصور الوسطى. ويشير الفخار المستخرج من الحفرية الي ان القلعة استخدمت منذ بداية الفترة المسيحية قبل حوالي1400سنة. وقلعة المكيسر أقدم من ذلك حيث قدمت الحفريات التي أجريت على المباني الداخلية المبنية من الطوب اللبن عينات تم توريخها بواسطة الكربون 14 تعود الي ما بين 1600الي 1450 سنه مضت. و يبدو أن قلعة الحلة هي أحدث قلعة في الجزيرة اذ يرجع تاريخها للفترة الإسلامية. وعلى م يبدو ان جميع القلاع في جزيرة مقرات ارتبطت بأوقات غير مستقرة سياسياً. تحتاج الي المزيد من الدراسات لمعرفة من بناها ولأي غرض تم بناء كل واحدة منها.
مقرات اليوم هي مكان يضج بساكنيه، كثافة سكانه تزيد عن العشرة آلاف نسمة. وما زالت الدراسات الأثرية جارية في المنطقة.