جزر الكاسنجر هي عبارة عن جزر رملية خلابة تقع في قلب نهر النيل في شمالي السودان.
ويعتبر كثيرون في السودان خاصة مواطني شمالي البلاد أنها هبة الطبيعة في تلك المنطقة، وذلك لما تتميز به من جمال وهدوء يجعلها متفردة وجاذبة لكل من زاراها. وتتميز جزر الكاسنجر بالشلالات والصخور والرمال وسط هذا النهر العظيم.
وهذه الميزات والمقومات تجعلها وتؤهلها لتكون مقصداً سياحياً، خاصة إذا وجدت الإهتمام.
إذا منحك القدر والفرصة لزيارة هذه الجزر فستكون الدهشة هي عنوانك الأساسي، وذلك لصعوبة وصف جمال تلك الجزر الخلابة وصياغتها في أحرف. فهي منطقة يكسوها الهدوء والطبيعة الصامتة. تغرد حولها العصافير التي تعانق أصواتها مسامع الزائرين ترحيباً بهم، فإن قليلاً من الإهتمام كاف جداً لولوج الكثير من العملات الصعبة إلى خزانة الدولة المتعطشة للنقد الأجنبي.
يعي أهل الكاسنجر ما تذخر به هذه البؤرة الفريدة من جمال فاتن وموارد سياحية متعددة، لكن ضيق ذات اليد علق آمالهم في جعلها منطقة سياحية، وذلك رهين بجهد الجهات المعنية بإدارة شؤون السياحة.
خاصة و أنّ الكاسنجر تقع على مقربة من مدينة مروي التي احتضنت أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية وتعود ملامحها لسبعة آلاف سنة قبل الميلاد وتمثل أكبر المناطق الأثرية في السودان حالياً.
وتتخذ بعض جزر الكاسنجر صبغة دينية من واقع كونها مسرح عاشت فيه بعض الرموز الدينية التي لعبت أدواراً لا يزال يحفظها السكان الحاليين ويتوارثونها من آباؤهم. ومن الأحداث التاريخية التي تُروى عن الكاسنجر أنّها غُمرت بالمياه في خريف سنة 1988 والأعوام التالية مما زاد من مساحة بعض الجزر نتيجة للفيضان الذي دمج عدد من الجزر بعضها بعضاً.
نتج عن ذلك زيادة المساحات الصالحة للزراعة، فالكاسنجر بجمالها وروعتها منطقة سياحية من الطراز الأول بل تضاهي أجمل بقاع العالم ولكنها تعاني التغافل وتحتاج الكثير من الإهتمام حتى تكون جزءاً من الخارطة السياحية للسودان.
في الآونة الأخيرة كان قد تم تشييد منتجع صغير في إحدى جزر الكاسنجر، وكان قد شيده ابن المنطقة عباس والشهير بي (عباس الكاسنجر) وقد سميت بإسمه جزيرة عباس. وهو عبارة عن إستراحة مجهزة بالكامل داخل الجزيرة لإستقبال كل الضيوف والسياح من مختلف الأماكن والبلدان، وقد شُيد بطراز سوداني أصيل من مختلف أدوات البناء، ويقدم كل الأطعمة السودانية واللحوم بشتى أنواعها، وأصبح كل زوار جزر الكاسنجر يقصدون منتجع أو جزيرة عباس عندما يأتون الكاسنجر؛ وذلك لأنه هو المنتجع الوحيد حتى الآن، ولكن لابد أن تعمل كل مؤسسات الدولة القائمة على أمر السياحة في السوان على أن تكون كل جزر الكاسنجر قابلة لإستقبال السياح والضيوف، وذلك من خلال تشيد الإستراحات والمنتجعات الملائمة والحديثة والتي تساعد كثيراً في أن تجعل السياح يستمتعون ويقضون أجمل الأوقات في واحدة من أجمل الجزر في افريقيا والسودان.