بدايات النضال داخل الجامعة
كانت بدايات النضال داخل الجامعة في العام 1931 إبان الأزمة الإقتصادية العالمية و التي كان لها تأثيرها على السودان لارتباطه بالسوق الرأسمالي العالمي، حيث قامت الحكومة البريطانية بتقليص عدد العمالة و تخفيض مرتب الخريج من 8 جنية مصري إلى 5 جنية مصري و 500 مليم نتيجة لذلك أضرب طلاب كلية غردون تضامناً مع الخريجين و العمال وكان أن رفعوا (مذكرة العشرة) و التي تجاهلتها الحكومة في المرة الأولى و لكن بعد ازياد الإضراب ليشمل الخريجين أيضا أعادت النظر فيها فتقرر أن يكون مرتب الخريج 6 جنيهات بدلاً عن 5 و كان القرار في نظر لجنة العشرة انتصاراً ومثاراً للفخر، و تشكل لدى الطلاب و الخريجين اتجاه لنزع حقوقهم فتواترت النضالات بعد ذلك لتظهر أشكال جديدة للصراع مثل الإضراب و العرائضو المذكرات.
مؤتمر الخريجين:
و نتيجة للتجاهل المتعمد من الحكومة البريطانية للسودانيين شعر خريجي كلية غردون بالحاجة إلى تنظيم يهتم بالمسائل القومية للبلاد، فنبعت فكرة مؤتمر السودان و الذي مثل حلقة في سلسلة نضال الشعب السوداني من نادي ود مدني الثقافي و قام برفع لوائه أحمد خير المحامي فانخرط فيه خريجي كلية غردون حباً للوطن و شعورًا بالواجب، و استطاعوا أن يواجهوا سياسة الحكومة البريطانية الرامية إلى تقليص التعليم في السودان فأنشؤوا المدارس الأهلية، و كانوا حلقة وصل ترفع إليهم الشكاوى و المظالم من فئات الشعب ليقاوموا الحكومة حتى حلها.
حق تقرير المصير:
ومع ازدياد الوعي العام و قيام الحرب العالمية الثانية و اشتراك السودانيين فيها إلى أن جاء ميثاق الأطلسي الذي دعا إلى حق الشعوب في تقرير مصيرها، فرفع المؤتمر مذكرة يطرح فيها عدة مطالب منها
- إلغاء قانون المناطق المغلقة.
- وضع قانون للجنسية السودانية.
- تقرير المصير بعد الحرب.
و بعد هذه المذكرة زاد نفوذ الخريجين الجماهيري و وجدوا تضماناً من المجتمع السوداني بفئاته المختلفة.
ظهور الأحزاب السياسية:
و بعد العام 1943 زاد الصراع بين الخريجين أنفسهم و الذي لم يكن بمنحى عن الصراع داخل المجتمع السوداني نفسه. بين الأنصار و الختمية قطبي المجتمع آنذاك فقام عبدالرحمن المهدي بتأسيس حزب الأمة عام 1945 و قام آخرون بدعم من الختمية و الحكومة المصرية بإنشاء حزب الأشقاء كما تأسست أيضا الحركة السودانية للتحرر الوطني (الحزب الشيوعي فيما بعد) عام 1946 إضافه إلى الحزب الجمهوري 1945 .
و بذلك ظهرت الأحزاب السياسية على مسرح الحياة السياسية السودانية لتبدا مرحلة جديدة من الصراع السياسي والوطني.
جامعة الخرطوم
بعد أن نال السودان إستقلاله في ديسمبر من العام 1955 تحولت كلية الخرطوم الجامعية إلى جامعة الخرطوم فكانت أول كلية إفريقية تتحول إلى جامعة و تمنح شهادتها الخاصة.
أول مدير لجامعة الخرطوم هو نصر الحاج علي رحمة الله و الذي تلقد منصب الإدارة في يوليو 1958 لغة التدريس بالجامعة كانت اللغة الإنجليزية إلى أن تم تعريبها في العام 1990 و صار شعار الجامعة هو:
الله_الوطن_الحقيقة_الانسانية
للجامعة سبعة عشر معهدًا و مركزًا للبحث و التدريب و دارًا للطباعة و النشر بالإضافة إلى مستشفى تعليمي هو مستشفى سوبا و متحف علمي ومركزا للخدمات الطبية.
للجامعة أربعة مجمعات هي:
1/ مجمع الوسط يقع على شاطئ النيل الأزرق و يضم عدة كليات هي:
- كلية العلوم الرياضية
- كلية الهندسة
- كلية العمارة
- كلية العلوم
- كلية الاداب
- كلية القانون
- كلية الاقتصاد والعلوم السياسية
- مدرسة العلوم الادارية
2/ المجمع الطبي ويقع جنوب وسط الخرطوم
و يحتوي على معظم الكليات الطبية :
- كلية الطب.
- كلية علوم المختبرات الطبية.
- كلية طب الأسنان.
- كلية الصيدلة.
- كلية التمريض.
- كلية الصحة.
3/ مجمع العلوم التربوية يقع في أمدرمان و به
1/ كلية التربية.
2/ معهد تأهيل المعلمين.
4 /مجمع العلوم الحيوانية والزراعية ويقع بمدينة شمبات شمال الخرطوم ويضم
1/كلية الطب البيطري
2/كلية الزراعة
3/ كلية الانتاج الحيواني
4/ كلية الغابات
معالم بارزة
شارع المين:
يتربع على عرش المعالم البارزة في الجامعة، ينتابك احساس بالهيبة وأنت في حضرة شارع المين مقهى جامعة الخرطوم السياسي لعبق المكان وعراقته عند دخولك لشارع المين للوهلة الاولى يشد انتباهك الفن المعماري العريق الذي شيد على امتداده ففي الجانب الشرقي للمين تجد ( الاكزام هول) وهي قاعة الامتحانات الكبرى لجامعة الخرطوم والتي كانت قاعة للطعام في عهود سابقة صممت تصميم هندسي في غاية الروعة والجمال حيث شيد سقفها على شاكلة ( تاج الملكة اليزابيث)
وفي نهاية الشارع في الاتجاه الشمالي تقع مكتبة المين العتيقة.
تاريخ سياسي عريق:
فيما يخص تاريخ الحياة السياسية في شارع المين فهو يرجع الى أواخر التسعينات تحديدا في العام 1998 بعد حادثة اغتيال الشهيد محمد عبدالسلام فأصبح شارع المين بعد هذا الحادث يضج بالحراك السياسي و تعد فيه أركان و حلقات النقاش للقوى السياسية داخل الجامعة و تدار فيه المناظرات و المقارعات الفكرية بشتى أنواعها و من هنا أصبح يشكل مطبخ للسياسة السودانية في الجامعة و هو المحرك الأساسي لمعظم أحداث الجامعة من ذلك العهد إلى الآن.
ميلاد العلاقات:
بجانب الحياة السياسية فقد أضحى شارع المين يشكل مكانا لميلاد العلاقات الاجتماعية الراسخة وبوتقة للانصهار والتمازج الاجتماعي حتى وصف بأنه سودان مصغر لرسم الطلاب من خلاله أروع لوحات التعايش السلمي وتقبل ثقافة الاخر .
مكانة كبيرة:
أوجد شارع المين لنفسه مكانة كبيرة ومتميزة وتربع على عرش الاماكن المهمة في جامعة الخرطوم عامة و في مجمع الوسط خاصة فأصبح عالما له خصائصه ومجتمعه ونكهته الخاصة لطلاب جامعة الخرطوم.
وما يميزه أنه قبلة للمنشغلين بقضايا الفكر و الثقافة و السياسة و متنفسًا للجميع و معرضًا يعرض فيه الكل بضاعته و يروج لها حسب طريقته فيبدا النقاش حولها الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة تحف شارع المين أشجار وارفة ظليلة تهمس لك بالجلوس تحتها وارتشاف قهوة تشعرك بقداسة المكان.