مكث العسكر ستة عشر عاماً في الحكم برئاسة جعفر نميري الذي جاء بانقلاب منذ عام 1969 وشهدت تلك الفترة العديد من الأحداث ، والمصاعب، وانتهت بانتفاضة ~ ثورة مارس /أبريل 1985 ضد نظام حكم العسكر.
أسباب قيام ثورة أبريل :
بنهايات عهد نميري تردت الأوضاع الإقتصادية بعد موجة من ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وأسعار الوقود، مع تفاقم الحرب الأهلية في الجنوب. كل هذا أدى إلى غضب الشارع العام إيذاناً ببدء ثورة شعبية رافضة للنظام.
الانتفاضة منذ الشرارة الأولى و حتى السقوط :
أعلنت نقابة عمال السكة حديد بعطبرة الإضراب المفتوح عن العمل منذ7 مارس 1985 إضافة إلى خروج مظاهرات ومواكب شبه يومية في عطبرة احتجاجاً على الضائقة المعيشية، وفي العاصمة شهد الأسبوع الأخير من شهر مارس ١٩٨٥م أول حركة فعلية في انتفاضة أبريل فخرج طلبه جامعه أمدرمان الإسلامية في مظاهرة حاشدة مطالبين برحيل النظام لكن المظاهرة ما لبثت أن ضمت فئة مقدرة من عمال المنطقة الصناعية والمواطنين من الأحياء القريبة، تلتها مظاهرات شعبية عفوية وسط العاصمة بدأت الأربعاء 27 مارس1958 بمشاركة طلاب معهد الكليات التكنولوجية، وأصحاب الحرف الصغيرة، والعاطلين عن العمل، لم تخلو المظاهرات من الأعمال التخربية كإضرام النار في ثلاث محطات للوقود وإشعال النيران في السيارات؛ بدورها قامت أجهزة الأمن بمواجهة المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع، والغاز الخانق، والعصي، والرصاص. ويقال أن قوات الشرطة احجمت استخدام الرصاص نتيجة لتعاطفها مع الجماهير المنتفضة.
بلغ عدد الشهداء بنهاية يوم الأربعاء خمسة مواطنين، و وصل عدد الجرحى إلى ثلاثين مواطناً ، كما بلغ عدد المعتقلين الذين قدمو إلى محاكمات إيجازية فورية إلى 500 مواطن.
ومن جانب الحكومة قام النميري بإعلان حاله الطؤاري إثر أياماً من التظاهرات في شوارع العاصمة السودانية.
العصيان المدني و الإضراب الذي أطاح بنميري:
كانت نقابة الأطباء قد نجحت في مخاطبة عدد من النقابات في الدخول للإضراب الشامل فاستجاب عدد من الموظفين وغيرهم بشعارات العصيان المدني، حيث أن الفترة ما بين 31 مارس حتى30 أبريل انضمت أكثر من 30 نقابة عامة لدعوة العصيان و الإضراب السياسي العام حتى اسقاط النظام. تصاعدت البيانات والمنشورات ودخل أساتذة الجامعات في إضراب يتبعهم معلموا المدارس ثم سلك القضاء وغيرهم و بدأت مرحلة أخيرة التزم فيها رجال الشرطة والجيش مواقعهم فوجد جهاز الأمن نفسه وحيداً في مجابهة الشعب . تتالت بيانات الأحزاب السياسية والنقابات تطالب الجماهير بالصمود وتطالب بمزيد من المواجهة.
على أن الأسبوع الأول من أبريل شهد أكبر مظاهرات متواصلة ليلاً و نهاراً ليس في الخرطوم وحدها بل في عدد من المدن الكبرى منها مدني ، بورتسودان وعطبرة وكوستي و دنقلا، و أُعلن العصيان المدني ،وابتداءً منذ صبيحة الخميس الرابع من أبريل ، تم تنفيذ الإضراب السياسي واستمرت المظاهرات” وانقطع التيار الكهربائي، وتعطلت خطوط الهواتف، والإتصالات ، والمواصلات العامة، وتوقفت حركة الملاحة الجوية، وأغلقت الأسواق”، و بموجبه توقفت الحياة في الخرطوم و معظم المدن السودانية ولم يعد في وسع أحد العودة قبل أن يذهب النظام .
مر يوم الجمعة الخامس من أبريل بهدوء، و كان التجمع النقابي يجهز لمسيرة القضاة والدبلوماسيين يوم السبت، و في نفس الوقت كان عمر محمد الطيب النائب الأول لرئيس الجمهورية، و رئيس جهاز الأمن؛ يخطط لإضعاف المسيرة و إغلاق الكباري، وكانت قيادة الجيش في مشاورات مكثفة لتشكيل موقف موحد لا يقود لانقسامات بالجيش.
وفي الأخير نجح الإضراب والعصيان المدني بالإطاحة بجعفر نميري “الذي كان وقتها في رحلة علاجية بالولايات المتحدة” عندما جاء وأعلن الفريق أول ركن عبدالرحمن سوار الدهب القائد العام للقوات المسلحة أن القوات المسلحة قررت الاستيلاء على السلطة حقناً للدماء وحفاظاً على إستقرار الوطن و وحدة أراضيه.
توجهت الجماهير إلى سجن كوبر الشهير حيث يقبع المعتقلون من قادة النقابات والأحزاب الذين يربو عددهم عن الألف سجين و كُسرت أبواب السجن و رُددت شعارات
( الشعب ارتاح من السفاح )
و عُـزل نميري في ٦ أبريل ١٩٨٥م .
لامتصاص الموجة الثورية الجماهيرية التي ابتلعت السودان أعلن سوار الدهب تكوين مجلس انتقالي عسكري و وعد بنقل السلطة لحكومة مدنية ، و تركزت مطالب وشعارات الهيئات والنقابات حول بعض الإصلاحات السياسية مثل نظام حكم برلماني و إلغاء قوانين سبتمبر الإسلامية.
يقال أن التاريخ يعيد نفسه و أن ثورة أبريل امتدادا لثورة أكتوبر 1964 فهل سيكون هنالك أثراً لثورة أبريل في السنوات القادمة ونجاحاً فعالاً في حل مشكلات واستقرار السودان؟
Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom
1 تعليق
ياريت يعود بنا الزمان لعهد الرئيس نميري ،
ايام الزمن الجميل
المؤامرة التي اطاحت به معلومه للجميع
واثبتت الايام انه كان رئيسا نزيها وعفيفا وشريفا ،وكان السودان واحدا موحدا
له الرحمه والمغفره