يقع السودان في شرق شمال أفريقيا مع اتصاله بالبحر الأحمر واحتلاله شطراً كبيراً من نهر النيل حيث إنه البلد الثاني لبلدان حوض النيل وكونه يربط بين أوروبا ومنطقة البحر المتوسط و أواسط أفريقيا جعله في ملتقى الطرق الأفريقية، وعلى اتصال دائم بجاراته. فنشأت علاقات تجارية وثقافية وسياسية بين مصر والبلاد السودانية منذ الأزل، وكان قدماء المصريين يسمونه تانحسو أي “أرض الأرواح “أو “أرض الله “عندما بهرتهم خيراته.
يمكننا القول بأن تاريخ السودان الحديث يبداء بقيام مملكة سنار ( 1504 – 1821 م ) وحتى العصر الحاضر . وخلال هذه المراحل ظهرت الدولة السودانية الحديثة بحدودها السياسية وإنصهرت المجموعات السكانية مكونةً القومية السودانية والهوية والثقافة السودانية.
فترة مملكة سنار الإسلامية ( 1504 – 1821 م )
إن ميلاد مملكة سنار الإسلامية في مطلع القرن السادس عشر الميلادي في هيئة نموذج ثيوقراطي إسلامي الدثار؛ آذن ببداية مرحلة جديدة من تاريخ السودان السياسي والاجتماعي والثقافي . ورغم ظهور بعض الممالك الإسلامية الأُخرى في أجزاء متفرقة من السودان مثل دولة المسبعات (1559-1821م)
ودولة تقلي (1570-1927م)
ودولة الفور (1640-1874،1898-1916م)
إلا أن دولة الفونج تعتبر أكبر هذه الممالك وأكثرها منعة وتأثيرًا على مجريات السياسة الاقليمية حيث بسطت سلطتها على عدد من المشيخات السودانية ،ولكنها لم تفلح في ضم الممالك الإسلامية الثلاث ( المسبعات و تقلي والفور ) التي في غرب البلاد.
فترة الحكم االعثمانى ( التركي – المصري 1821-1885م):
ورغم أن فترة الحكم التركي – المصري (1821-1885م) قد شهدت تغييراً في الواجهة السياسية (نظام كولونيالي – اقتصادي) وبسطاً لسلطة الدولة المركزية على معظم أجزاء السودان الذي كانت تتقاسمه عدة سلطنات ومشيخات ، إلا أن ذلك التغيير السياسي لم يسطع تفكيك التلاحم الوطنيالسوداني حتى بعد زوال سلطته الوطنية ، وكان للجهد الذي بذله رجال الطرق الصوفية أثر كبير في الحفاظ على درجة عالية من التناغم الثقافي إذ كانوا ينتقلون بين الاقاليم السودانية وما لهم من أنصار ومريدون بين معظم شرائح المجتمع السوداني وقد تجلي هذا الانسجام الثقافي والتوافق الروحي بين المجموعات السودانية
في بزوغ الثورة المهدية (1881-1898م ) التي تمثل نظاماً ثيوقراطياً استند إلى تعاليم إسلامية متشحة بروح الوطنية.
Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom