هل كنت تتوقع في يوم من الأيام عزيزي القارئ أن يتم بناء بيتك كاملاً بأحدث التقنيات وفي أقل من ٢٤ ساعة ، قد يرى الكثيرون أن هذا مستحيلا ، ولكن بعد ظهور مفهوم الطباعة ثلاثية الأبعاد في الثمانينيات من القرن الماضي باختراع من المهندس الأمريكي تشارلز هول وتطور هذه التقنية سريعاً إلى أن وصلت لاستخدام الخرسانة كإحدى مواد الطباعة وأصبح بالإمكان طباعة المباني ( منازل – طرق – جسور ) عبر تقنية البناء الربوتي الذاتي التي ظهرت حديثاً و التي تعتمد على تقنيات وبرامج حاسوبية ، حيث تتيح هذه التقنية القدرة على تنفيذ أجزاء كانت مستحيلة أو بالغة الصعوبة في البناء التقليدي .
بعدما كانت سيطرة البناء التقليدي في العقود الطويلة السابقة على سوق البناء والتي تعتمد على العنصر البشري ظهرت تقنية البناء عبر الطابعات ثلاثية الأبعاد التي أحدثت ضجة كبيرة في عالم البناء والتشييد ، ويبدو أننا مقبلين على عصر جديد في قطاع البناء والتشييد ، فبعد التجارب الناجحة لتقنيات البناء الحديث عبر طابعات البناء ثلاثية الأبعاد التي أثبتت سرعتها ودقتها في انجاز أعمال البناء والتي تعتبر تقنية قليلة التكلفة وصديقة للبيئة حيث ثبت مقاومتها للحرائق والزلازل .
العديد من دول العالم اعتمدت البناء عبر الطابعات ثلاثية الأبعاد كواحدة من التقنيات المعتمدة رسمياً للبناء الحديث ، وعربياً تقود الامارات والسعودية ثورة الطباعة ثلاثية الأبعاد حيث تم اعتمادها رسمياً وتم تجربة بناء مباني عبر هذه التقنية .
أحدث هذه الطابعات هي ( فولكان٢ ) المصنعة من قبل شركة آيكون الأمريكية وهي متخصصة في طباعة المباني وتعتبر الأسرع بين قريناتها ويعتبر العمل فيها آلياً بالكامل ، وتخفض تكلفة البناء لأكثر من ٥٠٪ في البناء التقليدي.
ختاماً :
مازالت هذه التقنية في بداياتها ولا يزال العمل مستمر على ابتكار تطوير هذه التقنيات، ويمكن للسودان اللحاق بركب الدول التي تعتمد هذه التقنية والاستفادة من مميزاتها.
يجب على شركات الانشاءات المقاولات والتطوير العقاري في السودان توفير هذه الطابعات ومواكبة التطور في المجال والاستفادة من ميزاتها بإيجاد حلول سكنية أرخص وبجودة عالية وتوفير الوقت والجهد .
والسلام ختام