ما زال العالم يترقب نتيجة إنتخابات الرئاسة الأمريكية التي يتابعها الجميع ويتفاعل الناس معها شغفاً و ترقباً وانتظاراً لإعلان نتيجتها، نظراً للمنافسة القوية التي فرضها مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، وبما أن أمريكا تعتبر سيدة العالم الأولى أن صح التعبير، فدائماً ما تحظى إنتخابات الرئاسة فيها بمتابعة واهتمام مُعظم الشعوب باختلاف المكان والزمان، وقد نجد إهتمام أكبر من دول العالم الثالث نظراً لتوجهات سياسية وأخرى سيادية تُقرر فيها أمريكا ما تريد وسط حُكام ضعفاء وخاضعين تسير بهم أمريكا حيثما تشاء.
كالعادة نجد الإهتمام الكبير للمجتمع السوداني ليس على الإنتخابات في حد ذاتها ولكن الشروع حتى في تفاصيلها، والحديث حول مرشحي الرئاسة وتداول الكثير من النكات والمهاترات والصور وبعض التغريدات عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وخاصة الحديث عن الرئيس الحالي ومرشح الحزب الجمهوري “دونالد ترامب” الشخص المثير للجدل بسياساته وتصريحاته.
فوز الرجل المتقلب الأطوار دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لأربعة أعوام سابقة أكد جلياً أن الشعوب الواعية والمدركة للديمقراطية لا يستطيع الإعلام مهما كان قوته أن يؤثر في قراراتها وأرائها عكس مفهوم ونظرة دول العالم الثالث لما يسمى بالديمقراطية.
ترامب الذي صرح في حملته الأولى عن أمرين مهمين هما تقليص الهجرة وإيقاف الحروب الخارجية وقد كان، الأمر الذي كان حافزاً قوياً للأمريكان البِيض للتصويت له دعماً لسياسته وأفكاره العنصرية، لم يجد هذه المرة ما يقوده للفوز وأخذ مقدمة السباق الرئاسي.
أيضاً عدائه الواضح والمعلن تجاه العرب والإسلام قد شجع الأمريكان في قلب طاولة السباق الرئاسى على كلينتون وقتها، ولكن بالنسبة للعالم العربي قد لا يفرق الوضع كثيراً فهذا عدو واضح للاسلام والشعوب العربية وهذه عجوزا خبيثة وتلك هي السياسة.
تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة كان بمثابة رسالة قوية لكل الشعوب مضمونها أن نفوذ الأموال يبقى مؤهلاً لتولي أمور السياسة والساسة بصورة واضحة تغض الطرف عن أي خبرات سياسية سابقة، ومن الممكن أن تصبح رئيساً لدولة عظمى كأول منصب تتولاه في حياتك السياسية.
جو بايدن الآن منافساً شرساً وبات من المؤكد فوزه في السباق الرئاسي حسب الأرقام، ولكن فوز أي من المرشحين لا يعني الكثير فكما يقال: (فاز أبو جهل وخسرت حمالة الحطب) حيث لا يوجد فرق بين المرشحين فسياسة أمريكا تجاه الأفارقة والعرب والمسلمين لا تختلف بإختلاف مقعد الرئاسة، فهي سياسة دولة ومؤسسات تحكم الرئيس قبل أي أحد، مجرد نظرية أو فكرة تبين لك الفرق ما بين العقلية الغربية الديمقراطية والعقلية الشرقية السياسية التي إلى وقتنا هذا تبقى مجرد وسيلة للغنى الفاحش وجمع الأموال على حساب الشعب والدولة، لذلك أعتقد أن ترامب إستطاع فهم عقلية الشعب الأمريكي وعمل على إحتياجاته واستغلال تململ الطبقة الحاكمة والطرف الأخر متمثلاً في خصمه العجوز هيلاري كلينتون وقتها.
ورقة أخيرة
نجحت أمريكا في قيادة العالم ولفت الأنظار إليها في كل المجالات، إبتداءً من صناعة الأفلام التي دائمأ ما توضح اهتمامها الأساسي في التمسك بدور البطولة في قيادة العالم وانقاذه، مروراً بالدولار الأمريكي الذي أصبح يتحكم في اقتصاد دول بأكملها ويؤثر على الشعوب ومعايش الناس، لتتصدر أمريكا وأخبارها حديث الشعوب، صغارهم وكبارهم وتبقى السياسة بين الحُكام مجرد لعبة فكرية كلما فكرت بطريقة أفضل حققت نتائج أعظم.
إلى لقاء