تاريخ الغناء السوداني (4)

مطلع القرن العشرين كانت أولى خطوات التطور الملموس للغناء في السودان تمثل في خروجها من الأطوار الشعبية (غناء الطمبور ، الدوبيت و الرميات …الخ) مرورًا بمرحلة حقيبة الفن ، لتصل إلى مرحلة الآلات الموسيقية و إلى مرحلتنا المعاصرة هذه، و من أهم أسباب ذلك التطور نشوء المدن الكبرى و ما صاحبها من تلاقح المجتمعات بموروثاتها الثرية من النغم المستمد من الغناء الشعبي و الغناء الديني الصوفي ، كما أن الإحتكاك الحضاري و التأثر بالثقافات و الموسيقى الأجنبية من خلال المعايشة و الزيارات و المشاهدات تركت تأثيرا كبيرا في تفكير المؤلفين و الملحنين و المطربين ما ولد روح وثابة للتجديد و التغيير، كل هذه العوامل ساهمت في نشوء الفن السوداني الخالص بخصائصه المميزة التي تعبر عن وجدان السودانيين.

حقيبة الفن:

و تعرف بالمدرسة الأولى او المدرسة الأمدرمانية ، و هو شكل غنائي مميز ترجع جذوره إلى ما عرف بغناء الطنبور القديم و المتمثل في الخطو بالأقدام خطوات إيقاعية منتظمة و منسجمة مع الأداء الصوتي و الإيقاعي، و قد ظهر فن الحقيبة عقب إضراب الطنابرة الشهير في العام 1923 بسبب خلاف شيخ الطنابرة حينها عبد الغفار مع سرور مما اضطره أن يغني بدون مرافقة الطنابرة، فقدم بعض الرميات القديمة و كذلك بعض الدوبيت فوجد استحساناً و رواجاً منقطع النظير من الجمهور ، و بعدها أعلن سرور انه لن يشترك مع عبد الغفار و الطنابرة مرة أخرى و هذا ما حدث بالفعل، و بعدها دخل الفن مرحلة جديدة ابتدعها سرور و هي مرحلة حقيبة الفن.

 

و كانت الإرهاصات السابقة لظهور فن الحقيبة بالنصوص الأولى للشعراء يوسف حسب الله (سلطان العاشقين) و أبو عثمان جقود و محمد عثمان و الشاعر القومي محمد عبد الكريم أبو سن (الحردلو) ثم من بعد إبراهيم العبادي و الذي وضع اللبنات الأولى لغناء الحقيبة و كان له دور كبير و أساسي في تاريخ الأغنية السودانية و قد صحبه في المجال التجديدي كل من خليل فرح و صالح عبد السيد، و قد عاصرهم في المقابل ثلاثة مغنيين و هم الحاج محمد احمد سرور و كرومة و الأمين برهان، و يعد سرور كمؤسس للفن السوداني و تغنى بالعديد من الأغنيات لشعراء الحقيبة و من أشهر اغنياته (سايق الفيات، أنة المجروح، برضى ليك المولى الموالي) و هو أول فنان تغنى من إذاعة امدرمان منذ تأسيسها، أما كرومة فإسمه عبد الكريم عبد الله مختار و قدم حوالي الف أغنية بدء من (أنا معيون و نظرة يا السمحة ام عجن) و من ثم صار ملحنا بمذاقه الخاص، و إنتشرت ألحانه بدرجة ممتازة و تميزت بالتنوع و عدم النمطية، و تغنى بألحانه الكثير من الفنانين المعاصرين، أما الأمين برهان فقد إشتهر بصوته القوي و قدرته العالية على التطريب و إمتلاكه لمهارات التلحين ، و قد شكل لفترة ثنائياً مبدعاً مع الفنان كرومة، و من أشهر أغنياته (دمع المحاجر سال، الجنان في الدنيا، يا عيني وين تلقي المنام).

 

خصائص فن الحقيبة:

يعتمد فن الحقيبة في الأساس على الشاعر الغنائي و الذي غالباً ما يكون نفسه هو الملحن، فالشاعر هو البطل و كان الجمهور يهتم بالكلمة أكثر من اللحن، كما يوجد مغني بعينه يقود المذهبجية (الكورس)، و يعتمد الإيقاع في فن الحقيبة على التصفيق و النقر على الكبريتة بيد المطرب حتى ظهور آلة الرق و المثلث و الشخاليل، كما أن بيوت الأفراح كانت هي المسرح الأساسي لعرض فن الحقيبة.

 

و تعود تسمية لحقيبة لمذيع الراديو، صلاح أحمد محمد صالح، الذي كان يعمل في إذاعة أم درمان أسَّس صلاح عام 1954 برنامج “حقيبة الفن”، و كان يحمل معه في استديو البرنامج حقيبة كبيرة بداخلها أسطوانات سُجلت عليها تلك الأغاني. و كان يظهر صوت الحقيبة عند فتحها لإضفاء حيوية على البرنامج. و من يومها عرفت الأغاني في تلك الفترة بأغاني الحقيبة.

أهم رواد حقيبة الفن:

الشعراء:

  • محمد ود الرضي 1884.
  • صالح عبد السيد ابو صلاح 1890 – 1963.
  • ابراهيم احمد العبادى 1894.
  • خليل فرح 1894-1932.
  • احمد عبد المطلب حدباي 1900.
  • سيد عبد العزيز 1900 -1976.
  • عمر محمد البنا 1901.
  • احمد عبد الرحيم العرابي 1903.
  • على المساح 1900.
  • احمد حسين العرابي 1904.
  • مصطفى بطران 1904.
  • عبيد عبد الرحمن 1908 -1986.
  • محمد بشير عتيق مواليد 1904.
  • الجاغريو 1910.
  • محمد علي عبد الله (الامى) مواليد 1918 – 1988.
  • الشاعر والملحن عبد الرحمن الريح من مواليد 1918 -1991.

الفنانين:

  • الفنان الحاج محمد احمد سرور مواليد 1901 .
  • الفنان عبدالكريم عبد الله (كرومه)1910-1947م.
  • الفنان الأمين برهان.
  • الفنان عبدالله الماحي
  • الفنان إبراهيم عبد الجليل.
  • الثنائى اولاد المورده (عطا كوكو ومحمود عبد الكريم).
  • الثنائى ميرغني المأمون و أحمد حسن جمعة.
  • الثنائى اولاد شمبات( عوض و ابراهيم)
  • الفنان أحمد يوسف.
  • الفنان فضل المولى زنقار.
  • الفنان بادى محمد الطيب.

Related posts

متحف محمد نور هداب

المواجهة المتأخرة بين الواقع التاريخي والتزوير الحديث

مدينة قيسان

1 تعليق

بكري قوي 2021-01-26 - 7:31 صباحًا
كفيت ووفيت
Add Comment

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...