ضجت الأسافير مؤخراً بخبر ترشيح فيلم “ستموت في العشرين” ليمثل السودان في جوائز الأوسكار القادمة في فئة “أفضل فيلم أجنبي” لأول مرة في تاريخ السينما السودانية.
وجائزة الأوسكار منذ انطلاقها عام 1929 كانت مقتصرة فقط على الأفلام الناطقة بالإنجليزية، حتى عام 1945 عندما أضيفت فئة جديدة للجائزة “أفضل فيلم أجنبي” ،وهي فئة مخصصة لتلك الأفلام الغير ناطقة بالانجليزية وتضم أفلاماً من مختلف انحاء العالم تتم تصفيتها فيما بعد إلى 5 أفلام مرشحة رسمياً للمنافسة على الجائزة.
سابقاً لم تحظى الأوسكار بإهتمام العرب حتى عام 1958 عندما رشحت مصر فيلم “باب الحديد” للمخرج المصري “يوسف شاهين” ليكون أول فيلم عربي وأفريقي يترشح لتلك الجائزة، وبالرغم من عدم وصوله للقائمة النهائية لترشيحات الأوسكار إلا أنه فتح المجال أمام المخرجين العرب لترشيح أفلامهم للأوسكار التي لم يظفر بها إلا فيلم Z عام 1970.
حمل الفيلم العربي الوحيد الفائز بجائزة الأوسكار توقيع المخرج اليوناني “كوستا غافراس” وهو إنتاج فرنسي جزائري مشترك ومن بطولة كوكبة من الممثليين الفرنسيين.
والفيلم الذي صورت معظم مشاهده في الجزائر، لشبهها الشديد بمدينة اثينا اليونانية، هو فيلم سياسي ذو طابع بوليسي يلقي الضوء على الأغتيالات السياسية التي أعقبت الأنقلاب العسكري في اليونان في منتصف الستينات والمظاهرات التي أنطلقت بعدها منددة بالديكتاتورية والقمع.
وقد أصبح فيلم Z علامة فارقة في تاريخ السينما العالمية.
وعلى مدار عقود توالت الترشيحات العربية للأوسكار التي لم يفلح للوصول للقائمة النهائية لها سوى بعض الأفلام معظمها من الجزائر بدءاً بفيلم Z ثم يليه Le Bal عام 1984 وهو من أنتاج مشترك مع ايطاليا، ثم “غبار الحياة” عام 1996 للمخرج الجزائري رشيد بوشارب والذي كان له نصيب الأسد ب 3 أفلام ترشحت للجائزة.
وفيما يلي قائمة بتلك الأفلام التي نجحت في الوصول للقائمة النهائية لترشيحات الأوسكار في فئة أفضل فيلم روائي طويل ناطق بلغة أجنبية:-
2006 “الجنة الأن”
أول فيلم فلسطيني يرشح للأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي،وهو إنتاج مشترك مع هولندا وفرنسا، تدور أحداثه حول أخر 48 ساعة من حياة شابيين فلسطينيين يستعدان للقيام بعملية إستشهادية في تل أبيب.
الفيلم من تأليف وإخراج هاني أبو أسعد ومن بطولة قيس ناشف وعلي سليمان. وبالرغم من أن الفيلم لم يفز بجائزة الأوسكار إلا أنه فاز بجائزة “الغولدن غلوب” كأفضل فيلم أجنبي بالأضافة الى عدة جوائز عالمية أخرى.
2007 “أيام المجد”
فيلم أخر للمخرج الجزائري رشيد بوشارب وهو فيلم فرنسي جزائري من بطولة ممثليين من المغرب والجزائر.
يصور الفيلم الذي تدور أحداثه إبان الحرب العالمية الثانية بعد سقوط فرنسا في قبضة الجيش النازي، تجنيد فرنسا لآلاف الشباب من بلدان المغرب العربي للقتال في الصفوف الأمامية من أجل تحرير فرنسا.
2011 “الخارجون عن القانون”
يتناول الفيلم قصة ثلاثة أخوة جزائريين يعيشون في فرنسا بعد نجاتهم من مذبحة سطيف ورحلة كفاحهم من أجل العيش في سلام وكرامة.
الفيلم الذي تدور أحداثه منذ حقبة الثلاثينيات وحتى جلاء المستعمر الفرنسي، يصور الممارسات الشنيعة للمستعمر الفرنسي ضد الشعب الجزائري، وهو أيضاً من أخراج رشيد بوشارب.
2014 “عمر”
يعود المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد مرة أخرى لترشيحات الأوسكار بفيلم عمر وهو إنتاج فلسطيني خالص.
يصور الفيلم أزمة الهوية للشباب الفلسطيني من خلال قصة “عمر” الذي يقيم في الجزء المحتل من بلاده وتجمعه قصة حب مع فتاة فلسطينية ولكن يفصل بينهما الجدار العازل. ينضم عمر للمقامة الفلسطينية ويقوم يتنفيذ عدة عمليات تنتهي بإلقاء السلطات الاسرائلية القبض عليه وتخييره مابين التجسس على اصدقائه، أو السجن وضياع أمله في الزواج من الفتاة التي يحبها.
2015 “تمبكتو”
وهو أول فيلم موريتاني يصل لقائمة ترشيحات الأوسكار، وهو إنتاج فرنسي بالكامل شارك في تأليفه وإخراجه المخرج الموريتاني الفرنسي عبدالرحمن سيساكو.
والفيلم المأخوذ عن وقائع حقيقية تدور أحداثه في مدينة “تمبكتو” بعد سيطرة الجماعات الجهادية عليها وفرضها لقوانينها الصارمة على أهل المدينة الذين يقاومون ذلك التطرف بأساليبهم الخاصة.
2016 “ذيب”
فيلم أردني للمخرج ناجي أبونوار من أنتاج مشترك مع بريطانيا وقطر والأمارات ومن تأليف باسل غندور.
يحكي الفيلم قصة صبي بدوي صغير يدعى “ذيب” يذهب في رحلة عبر صحراء وادي رم خلال الحرب العالمية الأولى بمساعدة أخيه بعد فرارهما من قبيلتهما، لأخراج جندي بريطاني من الصحراء. فينطلق الصبيان في مغامرة ملحمية مليئة بالمخاطر التي تدفعهما لتحمل مسئوليات كبيرة في رحلة نضوج مبكرة.
وقد أستعان المخرج بممثليين غير محترفين من مجتمع البدو.
2018 “قضية 23”
ترشحت لبنان لأول مرة في تاريخها بفيلم القضية 23 أو كما يعرف عالميا ب “الأهانة” للمخرج اللبناني زياد الدويري من بطولة عادل كرم، وتدور أحداث الفيلم ببيروت أثر مشاجرة بسيطة دارت بين مسيحي لبناني ولاجئ فلسطيني مسلم تتحول لمعركة قانونية عندما يتعرض الشاب المسيحي لاهانة كبيرة في قاعة المحكمة، فيقوم الأعلام بتضخيم القضية لتتحول إلى قضية رأي عام.
2019 “كفرناحوم”
وللمرة الثانية على التوالى تترشح لبنان لجائزة الأوسكار من خلال فيلم كفرناحوم للمخرجة اللبنانية نادين لبكي ومن بطولة أشخاص حقيقين لعبوا شخصيات يشابه واقعها ماعاشوه في حياتهم الحقيقية.
الفيلم الذي تدور أحداثه في إحدى المناطق العشوائية ببيروت يسلط الضوء على الواقع الكئيب في تلك المناطق من خلال قصة الصبي “زين” الذي يتمرد على طريقة عيشه وحياته فيرفع قضية على والديه لأنجابه في هذا العالم القاسي.