تاريخ التصوف في السودان (1)

لمحة عن تاريخ التصوف:

تعتبر الطرق الصوفية إحدى أكبر الجماعات الإسلامية ذات التأثير الكبير في السودان وقد لاقى المنهج الصوفي رواجاً كبيراً في المجتمع السوداني جعل منه رقماً صعب التجاوز بين المدارس الفقهية المختلفة،ومبحثاً لابد من التطرق إليه عند الحديث عن تاريخ الإسلام في السودان. وقبل التعريج على تاريخ التصوف في السودان لابد من التوقف عند تاريخ التصوف ونشأته.

اختلفت المصادر والتخاريج حول كلمة (تصوف)، منها ما رجح كونها كلمة غير عربية من أصل يوناني، فكلمة(صوفيا) عند اليونانيين تعني الحكمة و(ثيو صوفيا) تعني الإشراق، بينما يرى بعض المؤرخين أنها اقتبست من اسم ناسك في الجاهلية يدعى الغوث بن مر. أما أشهر الأقوال فهو أن لفظة (الصوفية) قد أطلقت في البداية على أهل الصفة، وهم جماعة من المسلمين المساكين اتخذوا من المسجد داراً وقليل الرزق زاداً، و التصقت بهم صفة الزهد و الورع.

وأول من استخدم هذه المفردة هو الجاحظ عند حديثه عن النساك وقيل إنها أطلقت بادئ ذي بدء على أبي هاشم الكوفي المتوفى سنة 150هجرية،ويرى المستشرق الفرنسي المشهور ماسينيون أنها أطلقت على جابر بن حيان الكيميائي المشهور.

بدأ التصوف في البصرة وغلب عاى أصحابه جانب العبادة والبعد عن الناس ثم بدأوا بالزهد الشديد حتى أن بعضهم مثل مالك بن دينار قد امتنع عن الزواج رغبة في الترهب والتعبد، أما اشهر أعلام التصوف فهم عبد القادر الجيلاني، حسن البصري، محي الدين بن عربي، أحمد السرهندي، أبو الحسن الشاذلي، أبو يزيد البسطامي، ابراهيم بن أدهم، وأبو القاسم الجنيد، وانقسمت الصوفية – كغيرها من الجماعات الإسلامية – مع مرور الوقت الى الكثير من الطرق والمدارس أبرزها الطريقة القادرية، النقشبندية، الشاذلية، السنوسية، التجانية، الختمية، والإدريسية.

 

 

Related posts

إشكالية إدارة التنوع الثقافي في السودان

الديمقراطية للديمقراطيين

جرائم عبر القرون ج (10)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...