على أطلال مملكة المقرة النوبية و تحديداً في منطقة دنقلا تم العثور على بقايا حصون و قلاع أهمها (قصر إيوانس) أو (يونس) الذي يرجع إلى أواخر القرن الخامس الميلادي تقريباً ، و بين بقايا القصر تم العثور على حفرة احتوت على أروع تحفة فنية من ذلك العصر ، حيث تم العثور على رواسب من الأشياء الملقاة من القصر في موسم 2008 م في حفرة قطعت فى الأرض الصخرية فى مساحة مفتوحة كانت موجودةً بين قصر يوانيس و دفاعات القلعة الغربية.الحفرة موضوع التساؤل إكتشفت في الركن الشمالي الغربي من القصر، مختومة بأساس جدار التقسيم الشمالي. ليس من المؤكد ما إذا كان قد تم إستكشاف مداها الكامل.
كانت الحفرة قد إستخدمت كمكب للأشياء المكسورة ، و التي كانت تتكون بشكل رئيسي من الفخار و أدوات المائدة و جرار نبيذ ، و كانت الأخيرة في جزئها الأكبر مستوردةً من خارج المقرة. داخل هذه الحفرة تم العثور على شظايا حوض مكسور و مقسم إلى عشرة قطع و لكنها قابلة لإعادة البناء و الترميم.
تم الحفاظ على الجانب الأمامي والجانب الأيسر من الحوض مع جزء من القاعدة ، مما يتيح إعادة بناءه من حيث الشكل و الحجم.
على ما يبدو ، لا بد أن الحوض كسر في مكان آخر و هبطت هذه الشظايا فقط في حفرة القمامة. أو قد يكون قد تم التخلص من باقيه في مكان آخر قريب.
شكل و حجم الحوض:
حجمه كبير نسبياً و لا يختلف بشكل كبير عن حجم أحواض الغسيل (البانيو) المستخدمة في عصرنا هذا . و يلاحظ أن الحوض مقطوع من كتلة واحدة من الحجر الرملي النوبي. و يستند على قاعدة بيضاوية طويلة، طولها 70 سم وعرضها 35 سم ، تنتهى بنتوء مستدير ، و يعد هذا الحوض بزخارفه المنحوتة هو المثال الوحيد المحفوظ لنحت مقري في القرن السادس تم إنتاجه في ورشة عمل محلية.
إتخذ جدار الحوض ، الذي كان سمكه 4 سم ، شكل حرف S في شكل عرضي ، يتسع برفق نحو الأعلى وينتهي بحافة منحنية. و إرتفاع الحوض 58 سم ، و العرض عند الحافة العلوية 76 سم والطول 105 سم.
جُعل الحوض فريداً من نوعه ، وتم تزيينه على شكل نقوشٍ بارزةٍ ، وتحولت إلى نحتٍ كاملٍ على الجدار الخارجي.
الحوض عبارة عن عمل سابق، تم تنفيذه ربما كجزء من تأسيس قصر إيوانس في نهاية القرن السادس أو ما قبله (قبل 1400 سنة أو أكثر)، في النصف الأول من القرن السادس، تركيبة الأشكل المنحوتة على المقدمة متناقضة، حيث يقف كبشان على قواعد زخرفية مقابل بعضهما البعض ، و يظهر رأس أسد في المقدمة . لم يتم الحفاظ على جزء الحوض الموجود أسفل رأس الأسد مباشرة ، ولكن ليس من المستبعد أن يكون هناك منفذ، كما هو الحال في أحواض إنتاج النبيذ ، أو مقدمة منحوتة من الجسم بها البراثن الأمامية، كما هو شائع بالنسبة للأسد.
رأس الأسد على مقدمة الحوض
يتسم رأس الأسد بعرفه المائل بخفة تحدده اذنان صغيرتان واقفتان و عينان بيضاويتان و مكملة مع خطم مسحوب و مغلق مع شوارب.
عُرِضَت الكباش الجانبية بالكامل برؤوس مرفوعة و مواجهّة للأمام ، وتمشي بإتجاه رأس الأسد في الوسط ، وأذيالها مرفوعة .
و يبدوا واضحاً في النحت على الكِباش الصوف المجزوز بشكل تخطيطي ، و تم نحت الرؤوس عموماً بأعين منتفخة مستديرة و خطم ناعم مع شفاه مفتوحة. و تظهر القرون مقوسة للأسفل خلف الأذنين الصغيرتين و مدببة للأمام .
تم تزيين الجدار المستدير للحوض المحفور على الجانب الأيسر بلوحين مضفورين فى نقش غائر. الأكبر وضع على المقدمة ، و نُسِخ في مربع ؛ تتشابك الضفيرة العميقة المزدوجة لتشكل ثلاث “أشكال هندسية متحدة المركز: دائرة في المنتصف ، وشكل” X “و معين هندسى ، و كلها محاطة بخط متموج متشابك مع أذرع” X ” و ” المعين الهندسى ” .
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom
