ماذا لو أن نبوءة الطفولة تحقّقت؟
حينما كنتُ طفلًا كانوا يخبرونني بأنه في يومِ القيامة أو في الآخرة؛ سأتّخِذُ شكل الطائر الذي قتلته، أما هو فسوف يُصْبِحُ أنا ويثأر من قتلي له، لطالما صدّقت هذا الكلام وأخذته على محملِ الجد، لذلك نجت الكثير من الطيور من حفلة الشواء التي أردت إقامتها في صغري، لم أشأ أن أكون من فصيلةِ الطيور، لا أريد أن أكون طعامًا لطائرٍ يأخذ شكلي وأأْكُلنِي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حسنًا..
ماذا إن حدث هذا الأمر حقًا، ولكن في الدنيا وليس الآخرة، كأن تستيقظ من نومك وتجد الأحداث معكوسة، مثلًا.. تجدُ السمكة ممسكة بصنارتها وتصطاد بشريًا؟! أو أن ترتعد خوفًا من الغزلانِ حينما تراها موجهةً سهامها تجاهك في محاولةٍ لاصطيادك وجعلك عشاءً دسما، ربما تستيقظ يومًا وتجد نفسك الدابة التي تحمل على ظهرها متاع جمعٌ من الحمير، أو أن تكون البشري الذي يصحو باكرًا فيصرخ بأعلى صوته معلنًا حلول صباح يوم جديد؛ فتنهض الديوك من أسرّتِها على صوتِ صراخك، أن يتربَّص بك تمساحًا وتقع في فخه فيقتلك ويصنع من جلدك أشياءً قيمة، أو ربما تدوسك نملة لأنك قرصتها، كيف حالك وأنتَ تجدُ نفسك هدفًا لمجموعةٍ من الفيلة الطامعة في أسنانك لتصنع منها عقودًا تتزيَّن بها أعناق إناثها؟
ربما يأتي يوم تكون فيه الفريسة وليس المفترس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تخيّل أن تجد نفسك شامخًا وسط غابة من البشر وتستظل تحتك شجرة، أن تقتطفك وردة وتقدمك لأخرى كعربونِ محبة، أو تنشأ وسط عائلة من الكلابِ ويتّخِذُونك إنسانًا أليفا، أن يشاهدك التلفاز، أو تجد الرواية ممسكة بكتابِ حياتك وتقرأك لحظةً بلحظة، أن تتناقل القصص علاقة الحب التي نشأت في قلبك، ويكون ميلادك أول نقطة في مجلد حياتك، وقد يحدث أيضًا أن يصبح موتك قصيدة فراق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكثير من الفقرات هنا لا ولن تتمنى أن تحدث فعلًا، لذا توقف عن فعل الأشياء السيئة التي لا تتمنى أن تحدث لك، لربما يحدث ما كنت تخشاه.