اليوم الموعود :
السادس عشر من يوليو 2024 هو يوم تاريخي بالنسبة لكيليان امبابي، امبابي الذي حقق حلم طفولته الذي لطالما سعى اليه، والذي لم يغب يوماً عن مخيلته حتى وإن واجهته العراقيل .
حينما جدد عقده في العام قبل المنصرم مع نادي باريس وكان تجديداً مفاجئا سأله صحفي: هل انتهى حلم ريال مدريد؟ فأجابه قائلاً: لن ينتهي أبداً.
الكل كان يعلم أنه حلم مؤجل، وامبابي لاعب لريال مدريد منذ نعومة أظافره، و لكن حلمه الآن يتحقق عن جدارة، فلا تأتي المطالب بالتمني .
امبابي هو النجم الذي تعول عليه الجماهير والإدارة على أن يكون خليفة لأساطير مروا على تاريخ هذا النادي العظيم، فهذا الحفل الكبير و التهليل الأسطوري الذي حظى به يوم استقباله ما هو الا نقطة إنطلاق لمسيرة أسطورية تأملها الجماهير اولاً وإمبابي ثانياً عندما قال: تحقق حلمي وتبقى أن ألبي آمالكم وطموحاتكم.
امبابي الذي حقق كأس العالم مع المنتخب، وحقق كل ما هو ممكن مع نادي باريس سان جيرمان يعلم في قرارة نفسه أن مسيرته تنقصها الالقاب الفردية، ويعلم انه اذا أراد تحقيق الكرة الذهبية فعليه الفوز بدوري أبطال أوروبا وليس هنالك نادٍ افضل من ريال مدريد لتحقيق كل ما ينقصه.
تأتي مخاوف الجماهير العاشقة والصحافة وصناع المحتوى الرياضي تباعاً حول توظيف كيليان امبابي داخل ارض الملعب، فبعضهم يقول إنه يحبذ اللعب كجناح أيسر، والبعض يراه في خانة كريم بنزيما. وتخوفوا من حدوث خلافات بين اللاعبين على المراكز، وأيضاً على من يكون النجم الأول للفريق، وتناسوا فكرة من هو مدرب الفريق.
كارلو انشيلوتي مدهش في فكرة توظيف اللاعبين داخل أرضية الملعب خصوصاً في ظل تراكم الإصابات. المدرب الذي جعل من جود بيلينغهام لاعب الوسط هدافا للفريق في الموسم الفائت، وجعل كامافينغا لاعب الارتكاز يبدع في خانة الظهير الأيسر، وخلق بيئة عمل تملؤها الصداقة و العمل من اجل المنظومة، لا أعتقد ستستعصي عليه فكرة توظيف لاعب جديد مهما كان اسمه، فثقة فلورنتينو بيريز فيه لم تكن من فراغ، و كل الخطط التي وضعها الرئيس لخلق هذه البيئة كانت مدروسة، و مخططة تخطيطا لا يأتي إلا من رجل بقامة فلورنتينو بيريز.
مرحباً كيليان، حللت اهلاً ونزلت سهلاً في يومك الموعود، مرحباً بك في النادي الأعظم، في بيت امجاد الحاضر و الماضي، فكن أنت المستقبل .