الواقع الجديد

بقلم : دعاء العاقب
يتعايش العالم الأن مع وباء الفيروس التاجي (تسعة عشر) الذي أودى حتى الآن بحياة ما يقارب من (705,561) شخص على مستوى العالم، والذي لا يبدو أنه سيختفي قريباً ، لذلك وجب على العالم وضع معايير معينة لكيفية التعايش في ظل الوباء ، فما زلنا بعيدين من تصنيع اللقاح الذي يمكن بوجوده القضاء على هذا الفيروس.
مع نهاية اجازة العيد وفتح الاغلاق الى الساعة السادسة مساءً تزداد أعداد المواطنين الذين يتجولون في المتاجر والأسواق لقضاء احتياجاتهم ، و للأسف لا يوجد في السودان أدنى تصور للاحترازات الوقائية التي يجب أن يقوم بها الشعب للتعايش مع فيروس أودى بحياة ما يقارب الألف شخص من هذا البلد.
 بعد زيارة بعض المتاجر و الأسواق للاطلاع على الإجراءات الإحترازية التي يتخذها المواطنين وأصحاب المحال التجارية الحقيقة يمكننا القول أن ارتداء الكمامة و إجراءات التباعد لا تتجاوز نسبة ال%2 من مرتادي المحال.
الغريب في الأمر أن من يرتدي قناع الوجه أو الكمامة يكون موضع للسخرية والتنمر ، حتى إن كنت بقدر عالي من الوعي باتباعك للإجراءات الاحترازية سوف تصبح مادة للهزل والتعليقات السلبية.
ارتداء الكمامة أمر غير مريح بالطبيعة لكن للحفاظ على صحتك وصحة من معك وجب عليك اتخاذ هذه الإجراءات.
واقع كورونا الجديد ليس فقط في ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي فهذا الواقع سوف يغير الكثير من الاشياء حولنا ليصبح الوضع الطبيعي مخالفا لما اعتدنا عليها ، ففتح الجامعات في هذا الوضع يفرض على إدارة الجامعات والطلاب والأساتذة العديد من التغيرات التي من غيرها سيكون افتتاح الجامعات ضرب من سبل الانتحار الجماعي إن جاز التعبير ، وحتى التعليم الالكتروني فهو يفرض طبيعة جديدة للحياة يجب علينا أن نبدأ ونعتاد عليها.
ان الوضع الاقتصادي الان يعاني الأمرين من الضربات المتتالية التي يتلقاها في هذه البلاد والارتفاع الجنوني للأسعار التي جعلت النار تستعر في الحياة ، عليه ستفرض ايضا وضعاً اقتصادياً جديداً على الأسر ، فان الطبقة الوسطى مع هذه الزيادات ربما تتلاشى.
الشهور الماضية كانت صعبة جداً على الجميع وكان الناس يحاولون التأقلم مع الواقع الجديد مهما كان مؤلماً.
لقد ظلت ولاية الخرطوم في حظر كامل لفترة طويلة وكذلك بعض الولايات ، و عدد من الموظفين يعملون عن بعد وبعض الشركات الصغيرة الغير مهمه في هذه الوضع اغلقت بالكامل والى الأبد ، كل هذه الخطوات لتقليل انتشار هذا الفيروس وربما تصبح هذه طبيعة الامور حتى بعد اكتشاف اللقاح.
لا أحد يعلم متى تعود الأمور الى طبيعتها أو كيف سيكون شكل هذه الحياة الجديدة، ما لنا الا ان نقوم بحماية انفسنا ومن نحب ، لكن لقد تعلمنا جميعا درساً قاسياً يجب علينا  أن نأخذه معنا في حياتنا عظة وعبرة حتى ما بعد القضاء على الفيروس.
يجب أن يتم تطوير النظام الصحي ونتعلم كيف نستجيب للأوبئة والأمراض وأن القفل المبكر أو الحظر هو تنفيذ لوصية النبي صل الله عليه وسلم حين قال : « بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها » صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.
وفي الختام ابقوا آمنين.

Related posts

فريق السودان ينافس في النسخة الثالثة من مسابقة First Global Challenge

Eye Tribe أوكيولوس

ثقافة الاعتذار

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...