الهوس الديني والثقافي (2)

مجتمعات .. فصلت بين السياسة والدين .. والعلم والدين .. فانطلقت

ومجتمعات .. لم تزل تبحث عن اعجازات الدين العلمية التي تجاوزها العلم .. فتخلفت

مايقوم به مزمل فقيري وأبوبكر اداب من تكفير وتصغير والطعن في كل امام جامع وكل خطيب وكل مفكر وكل من تحدث في الدين غيرهم .. هذا أمر طبيعي جداً لكل جماعه دينيه تريد الوصول للحكم باسم الدين !! فهذه سياسه نعلمها جيداً .. سياسة فرق تسد !!

فرفضك لفكرهم المتطرف .. سيحاولون إدخالك اليه بكل الطرق الممكنه !! .. لا يعني بالضرورة أنهم يحبون لك الخير .. هم غالباً لديهم مصلحة في الإطمئنان علي معتقداتهم وان مرجعيتهم هي الصحيحه .. وإنشقاقك عن فكرهم القطيعي تنعكس عليهم بالشك و القلق المزمن والتصغير .. فلا راحة لهم إلا برجوعك لفكرهم المتطرف فيحاربونك بالويل والعويل والشتم والتقليل !!

فمثلما فعل آل سعود وهبنوا الدوله وجعلوها مملكه وهابيه .. والخميني شيع الدوله الإيرانيه وجعلها شيعيه !!

كذلك الإخوه السلفيين لو استطاعوا الوصول للحكم لعملوا على سلفنة الدوله!

وجعلوها دوله سلفيه.!

هكذا هي الجماعات الدينيه وهذه هي طريقتها

المشكله في جميع الجماعات الدينيه .. أن كل جماعه تعتبر نفسها هي الممثل الوحيد للدين!

وعلى مدى 1400 سنه

ونحن نخرج من جماعه دينيه وندخل بالأخرى .. وكل جماعه تقوم على أنقاض الجماعه التي قبلها !!

وجميعها تستغل الدين من أجل الحكم !!

أربعة عشر قرناً .. ونحن ندور بنفس الدائره المغلقه !!

وعندما أنتج العالم الحل السحري

قالوا هذا كفر وإلحاد وزندقه!!

والله إن الحل واضح وصريح .. وأمام أعيننا جميعاً وفي متناول أيدينا

(تحييد الدين عن الدوله)

هل الدوله هي التي تحدد دينك وانتمائك الفكري ؟ .. طبعا لا

هل الدوله إذا كانت كافره .. هل انت تكفر معها ؟ .. طبعا لا

سوال اخر ؟ هل سمعت بوزير شيعي في الدوله السعوديه؟!

هل سمعت بوزير سني في الدوله الإيرانيه

لا

لماذا؟!

لأن الدول الدينيه لا تقوم على المواطنه المتساويه ابداً .. فمهما حاولت هذه الدول اظهار نفسها على انها دول عادله .. وبأنها تطبق شرع الله !!

إلا أنها في الحقيقه تطبق شرع السلطه الحاكمه!!

وهذا ما سيحصل في بلادنا إذا استقرت السلطه بيد طائفه معينه!!

ستكون المساواه في الإقصاء .. هي أقصى درجات العدل!!

عندما كانت الدول الأوروبيه تعاني من النزاعات الطائفيه والعرقيه .. التي اهلكت الحرث والنسل .. ثم ظهر المفكرون وشخصوا المشكله .. وعملوا على استئصالها .. فعملوا على تحييد الدين لإيجاد ارضيه مشتركه لجميع أبناء الشعب .. وجعلوا المعيار الوحيد هو المواطنه المتساويه

وبعد أن أثبتت هذه الاليه نجاحها في الغرب .. وعملت بها دول كثيره في الشرق ونجحت أيضاً .. واستفادت منها دول إسلاميه ايضاً ونجحت

الأمر الملفت .. هو أن الدول التي استفادت من الاليه كنموذج جاهز .. اختصرت معاناة سنين .. عاناها الأوروبيون في حروبهم فيما بينهم .. وفوق هذا استفادت هذه الدول من النموذج وطوعته حسب طبيعة مجتمعاتها الخاصه .. وبالفعل نجحت

طيب نأتي الي خير امه

الإقتتال الطائفي كل يوم يتوسع أكثر .. وكل جماعه تريد أن تفرض دينها على الآخرين بالقوه.!!

ومشايخنا يقولون تحييد الدين عن الدوله كفر وزندقه !!

طيب هل لديكم حل آخر .. يخرج البلاد والعباد من هذا ؟!

لا

المشكله هي أننا وعندما نعرض لهم الحلول التي تؤدي الي نفس فكرة تحييد الدين عن الدوله .. نجد الكثير من الناس يؤمنون بها .. إلا أن لديهم (عقده خاصه من المصطلح)..!

طالما مازال كثير من الناس لا يتقبلون بمصطلح التحييد والفصل أو العلمانيه .. كوسيله ناجحه لإيقاف النزاعات بين طوائف وجماعات الوطن الواحد

دعونا ناتي بمصطلح يقوم بنفس المهمه

ونسميه (الحنكبه الاخطبوطية) لنهضة البلاد .. مع العلم أن للأخطبوط راس واحد وارجل عديده ..!!

فأذا إعتبرنا الراس (الدوله) والأرجل (الطوائف والاحزاب) فرغم اختلافهم في مواقعهم وتنوع حركتهم الغير منتظمه مع باقي الارجل الا انهم يرجعون الي راس واحد (دستور) يشترك فيه الجميع ويحفظ حقوقهم في التوزيع المتساوي للسلطه والحركه والتنقل !!

Related posts

السودان ما بعد الإتفاق الإطاري

قد نتفق أو لا نتفق

حوار الطرشان

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...