تنصب ناظر عموم العجايرة 1942_1996م
التعليم:المدرسة الغربية الأولية، المُجلد 1930م_1934م
الخبرةالعلمية:—
منذ1937م وكيلاً لناظر العجايرة بعد تنصيبه سير عموم المسيرية، كان ملازماً الناظر بابو نمر علي الجلة في جلسات المحاكم منذ أيام الدراسة حيث كان يذهب لحضور الجلسات عقب نهاية اليوم الدراسي. المحكمة كانت تعقد برئاسة المفتش البريطاني وعضوية الناظر بابو نمر ومكي علي الجلة، وكانت تختص بالفصل في القضايا المدنية والجنائية وترتب على أحكامها تأسيس العديد من الأعراف منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم،شكلت تلك المشاركة في روح الناظر علي نمر علي الجلة مخزونا من الخبرة القضائية والإدارية فيما يتعلق بشئون القبيلة والمنطقة عندما تولى نظارة العجايرة بصفة رسمياً في العام 1942م، كما عين في السابق 1937م وكيلاً لناظر العجايرة وموقعها الأصل مدينة المُجلد، وكان مسئولاً عن خزينة الحكومة وذلك عندما كان يتوجه الناظر بابو نمر علي الجلة صيفاً إلى بحر العرب في مقدمة القبيلة إلى حين عودته في فصل الخريف.
وفي عام 1937م بدء الناظر علي نمر علي الجلة التحرك إلى مناطق بحر العرب بصحبة القبيلة وكان يقضي الصيف في منطقة اللو(المقر الدائم الناظر بابو نمر). ثم بعد ذلك يقوم بالمرور على المناطق لمدة شهرين اويذيد على كل فرقان العرب، المزاغنه جنوب شرق بحر العرب اولاد عمران شرق وفي الوسط الفضلية وأولاد كامل.
و كان العرب مختلطين كل حسب مرعاه وتستمر هذه الجولات إلى أن تصل بحيرة الأبيض وابيي غرب اللو شرق الرقبة الزرقاء. ومن الجهة الغربية يصل إلى القرنتي وينتقل ويسير في محاذاة بحر العرب بالجهة الغربية إلى أن يصل إلى سفاها بحر العرب دايماً بين العرب و الدينكا.
يعتبر الناظر بابو نمر علي الجلة أول ناظر تتوحد المسيرية في عهده، وذلك بعد تنصيبه ناظرا لعموم المسيرية في عام 1942 بمنطقة أبيي. و عرف عهد نمر بالتعايش السلمي في هذه المنطقة الغنية بالمراعي التي يقصدها المسيرية بمواشيهم كل عام، ويقيمون فيها من ستة إلى سبعة أشهر مع قبيلة دينكا نقوك قرب نهر العرب.و استطاع بابو نمر ودينق مجوك سلطان الدينكا نقوك أن يقيما علاقات طيبة، وعملا على حل المشكلات التي تنشأ بين أفراد القبيلتين بحكمة وتجرد، وفقا للإدارة الأهلية التي كانت سائدة في السودان، وصار عهدهما مرجعية في التعايش، وشهد تداخلا منقطع النظير بين المكونات السكانية بأبيي.
و نقل عن نمر قوله:
“يهمني أن أخلق علاقة تعايش مع إخوتي الدينكا، لأني أحتاج إليهم و يحتاجون إلي، وأبقاري ستجد الكلأ والماء في ديارهم”.
فقد كان التعايش السلمي أولوية بالنسبة لبابو نمر ودينق مجوك، وذلك لعملهما على احتواء أي نزاع وحل المشاكل بطريقة أهلية ولإدراكهما للمصالح المتبادلة بينهما، وتلك حقيقة تؤكدها عوامل الجغرافيا بالمنطقة وخصوصية الرعي كحرفة تحتاج براحا للحركة والتنقل المستمر.
فقد كان الناظر بابو نمر يجتمع بمنطقة حول أبيي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام مع نظار الدينكا ويتباحثون في كل المشاكل التي حدثت في الخريف، وإذا كانت هناك مشاكل يتم حلها، وكانوا يهيئون بهذا جواً آمناً للرعاة الداخلين والخارجين من بحر العرب، ولكن الآن لا توجد هذه الاجتماعات بعد رحيل القائدين العظيمين دينق مجوك وبابو نمر.
وعلى رأس المسيرية الآن مختار بابو نمر نجل مؤسس التعايش، لكن الوضع ليس كما هو في السابق، واتخذ الصراع بين القبيلتين بعدا جديدا شكلته حسابات السياسة، لتتحول طبيعة المشاكل في المنطقة -التي كانت غالبا تخضع لقانون القبيلة- إلى صراع مسلح بين قبيلة المسيرية والجيش الشعبي لتحرير السودان التابع لحكومة الجنوب، تغذيه حالة الاستقطاب الحاد بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني. الحاكم السابق للسودان.
وعلى أبواب الاستفتاء على تبعية أبيي للجنوب أو للشمال، يتنامى الخلاف بين من يحق له التصويت، وتشير اتفاقية السلام إلى أن “التصويت من حق دينكا نقوك وباقي السودانيين في المنطقة”، وتعتبر الحركة الشعبية لتحرير السودان أنه يخص الدينكا وحدها، معتبرين أن المسيرية ليسوا مقيمين إقامة دائمة، فيما يتمسك المسيرية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم السابق في الشمال بحقهم في التصويت لأن طبيعتهم الرعوية تحتم عليهم الترحال.