المهدية (الظهور)

بعد تحليلنا ونظرتنا بالعين الأخرى لأسباب وجود المهدية والبيئة الخصبة التي ساعدت في ظهورها.. نذهب اليوم لننظر بالعين الأخرى للمهدية في حد ذاتها ونحاول نستخلص المعلومة المنطقية والموثقة بكل حياد.

لذلك قبل كل شيء يجب أن نعرف من هو قائد هذه الثورة، وقد بحثنا عن اسمه كاملا ونسبه كما يذكر أتباعه  وبالطبع أن اسمه ونسبه كان له الأثر الأكبر في الدعوة، وهذا ماسنجده لاحقاً .

رسمة للمهدي بناءً على الأوصاف

في نسبه الشائع يقول أحد المعاصرين له وهو إسماعيل عبد القادر الكردفاني صاحب كتاب ” سعادة المستهدي بسيرة الإمام المهدي” أن نسبه كالتالي:
هو سيدنا محمد بن عبدالله بن فحل بن عبد الولي بن عبد الله بن محمد بن حاج شريف بن علي بن أحمد بن علي بن حسب النبي بن صبر بن نصر بن عبدالكريم بن حسين بن عون الله بن نجم الدين بن عثمان بن موسى بن أحمد بن أبي العباس بن يونس بن عثمان بن يعقوب بن عبدالقادر بن الحسن العسكري بن علوان بن عبد الباقي بن صخره بن يعقوب بن سيدنا الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
وهنا سنأخذ وقفة قليلة في هذا النسب، فالكنوز موجودين ومعترف بنسبهم الشريف ولديهم وثائقهم ونقابتهم في مصر و السودان، لكن استوقفني هذا النسب حيث فيه خلل كبير، فالمعروف أن نسب كنز الدولة الأمير نجم الدين هو نسب شريف حسني ( ينتموا لذرية الإمام الحسن بن علي عليهم السلام)، وهذا ماذكره الكردفاني، لكن في النسب أن أحد أجداد محمد المهدي هو الحسن العسكري؟ فإذا كان المعني هو الحسن الإمام الحسن العسكري، فهو حفيد الحسين وليس الحسن، وإذا افترضنا أنه مسمى عليه، فأنساب الطالبيين والأشراف موثقة في تلك المرحلة ( جده الثالث هو أحد الأسباط) ولايوجد أحد مسمى بالحسن ويكنى بالعسكري غير الإمام الحسن العسكري بن علي الهادي المتصل بالحسين عليه السلام.
فهذا خلل كبير في النسب، هذا غير أن نسب الأمير نجم الدين كنز الدولة عند نقابة الأشراف المصرية يختلف كلياً عن النسب المذكور لمحمد المهدي الفحل المذكور، فالمذكور حسب الوثيقة المرفقة من النقابة هو:
الأمير نجم الدين بن رضوان بن علي بن سراج الدين بن عيسى بن محمد أبو الجعافر بن يوسف بن إبراهيم بن عبدالمحسن بن حسن الفاسي بن محمد بن موسى بن يحيي بن عيسى بن علي التقي بن الإمام محمد المهدي بن الحسن العسكري وبن علي الهادي بن محمد الجواد بن الامام علي الرضا بن الامام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي السجاد بن الامام الحسين بن الإمام علي كرم الله وجهه.

نسب الأمير نجم مع نقابة الأشراف في مصر

ومن هذا نجد أن هناك خللا منذ البداية.. وأعتقد أن ربط النسب الشريف كان إحدى ضرورات قيام الدعوة المهدية، لذلك لم يتم التدقيق في صحته من عدمه، وهذا أيضا يدخلنا في احتمال يتجنبه الكثير دون أن يطرح كفرضية، وهي أن النسب الشريف للكنوز تم إلصاقه بمحمد أحمد الفحل لكي تكون دافعا له في المهدية.
نحن ها لسنا بصدد التأصيل لنسب الكنوز الشريف من عدمه، إنما هذا علم آخر.. له رجاله وطرقه، لكن ندرس النسب المتضارب الغير متوافق مع الآخرين الذين يحملون نفس النسب لشخصيتنا الأساسية في الدولة المهدية، ولهذا بإمكاننا أن نضع فرضية أن محمد أحمد المهدي لم يكن كنزيا، أو لم يكن يحمل نسب ينتهي بالإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

رابطة الأمير نجم الدين مع نقيب الأشراف في مصر

وسبب طرحنا لهذه الفرضية، أنها تتماشى مع فرضية صناعة المهدي والمهدية، خصوصا إذا وضعناها مع دعوة عبدالله ود تورشين المكنى بالتعايشي لغير محمد أحمد الفحل بالمهدية التي تحدثنا عنها سابقا.
المراجع:
سعادة المستهدي بسيرة الإمام المهدي إسماعيل الكردفاني.
الإمام المهدي  للقدال.
أنساب الأشراف للبلاذري.
نقابة الأشراف في مصر.
صفحة رابطة ال الأمير نجم الدين.

Related posts

المهدية (3) البيئة و عوامل الظهور

المهدية ج(2)

المهدية (الأيدلوجيا والجذور)

1 تعليق

م اشرف بدرالدين الجعفري 2024-07-03 - 7:22 مساءً
الامام المهدي كنزي جعفري وهذه حقيقة تاريخية ارجع لجمعية الناسابين العرب وستعرف فعون الله وحسين يوجد في نسب نجم الدين بن رضوان من نسله وهذا ليس من باب التشابه
Add Comment

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...