الملاريا “Malaria”

كلمة الملاريا بالإيطالية تعني الهواء السيئ( mal aria) وسُميت بذلك نسبة لتواجد بعوض الملاريا في المستنقعات والمياه الراكدة.
الأنجليز القدامى كانوا يسمونها حمى المستنقعات، أما العرب فأطلقوا عليها البرداء لأنها تسبب الرعشة الشديدة، أما أول من وصف مظاهر مرض الملاريا هو أبقراط.

مرض الملاريا :
الملاريا مرض مهدد للحياة يسببه طفيل أحادي الخلية يسمى بلازموديوم ( Plasmodium parasite) ،وتنتقل عدوى هذا المرض عن طريق لدغة أنثى بعوضة الأنوفيليس الحاملة لعدواه.
أشارت التقديرات إلى أنه يصاب ٢٩٠ مليون شخص بالملاريا كل عام، ويموت أكثر من ٤٠٠ ألف شخص بسبب الملاريا.

أعراض الملاريا:
تبدأ الأعراض بالظهور خلال ١٠ أيام إلى ٤ أسابيع، بل قد يبقى الطفيل كامنا لسنوات دون ظهور أي أعراض وتتمثل الأعراض في الآتي :-
١- الحمى
٢- الصداع
٣- القشعريرة
٤- الغثيان، القئ والإسهال
٥- ألم في البطن والمفاصل والعضلات
٦- الإرهاق والسعال، سرعة التنفس وزيادة ضربات القلب.
ومن أهم مميزات أعراض الملاريا والتي تواجة أغلب المصابين هي هجمات الملاريا وهي حالة تظهر متتالية كالآتى:
– إرتعاش وقشعريرة
– حمى شديدة
– التعرق
– العودة لدرجة الحرارة الطبيعية.

الطفيل المسبب للملاريا :-
طفيل البلازموديوم هو الذي يسبب مرض الملاريا وله أربعة أنواع وهي :
– البلازموديوم المنجلي(P. falciparum) من أخطر الأنواع وهو الذي يسبب معظم حالات الوفاة.
– البلازموديوم النشط(P. vivax)
– البلازموديوم البيضوي (P. ovale )
– بلازموديوم الملاريا (P. malariae).

دورة حدوث المرض :-
١- عندما تتغذى انثى أنوفيليس على شخص مصاب بالملاريا تصبح حاملة لعدوى المرض.
٢- إذا لدغت أنثى الأنوفيليس شخص آخر غير مصاب تنتقل العدوى إلى ذلك الشخص.
٣- عندما يدخل الطفيل جسم الإنسان فإنه ينتقل للكبد ويبقى كامنا في بعض الأنواع لمدة قد تصل لعام.
٤- عندما ينضج الطفيل يترك الكبد ويهاجر لمجرى الدم ويصيب خلايا الدم الحمراء بعد فتره( ٤٨-٧٢) ساعة داخل خلايا الدم الحمراء، يتضاعف الطفيل مما يؤدي لتكسير خلايا الدم الحمراء وتبدأ ظهور أعراض الملاريا ويمكن أن تنتقل منه للآخرين عن طريق الباعوض.
لأن طفيل الملاريا يصيب الخلايا في مجرى الدم لذلك يمكنه أن ينتقل أيضاً من شخص لآخر عن طريق:
١- نقل دم مصاب إلى آخر
٢- من الأم إلى الجنين والذي قد يؤدي لتشوهات خلقية.
٣- مشاركة الإبر التي تستخدم في حقن المخدرات.
٤- نقل الأعضاء.

مرض الملاريا يصيب الأشخاص من كلا الجنسين وفي كل الأعمار ولكن يوجد أشخاص أكثر عُرضة للإصابه بها وهم:
١- الأطفال
٢- كبار السن
٣- الأشخاص الذين يسافرون من مناطق غير موبؤة إلى مناطق تكثر فيها الملاريا.

لذلك دعني عزيزي القارئ استفيض بذكر المناطق التي تنتشر فيها الملاريا هي :
١- أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفقاً لآخر تقرير قامت به منظمة الصحة العالمية عام ٢٠١٩ فإن ٩٩.٧%من إصابات الملاريا كانت في الإقليم الافريقي.
٢- جنوب شرق آسيا وجنوبها.
٣- جزر المحيط الهادئ.
٤- أمريكا الوسطى وشمال أمريكا الجنوبية.

أيمكنك تخيل أن الملاريا قد تصبح قاتلة، تقدر وزراة الصحة العالمية أن ٩٤%من جميع وفيات الملاريا تحدث في القارة الأفريقية وذلك نسبة لنوع الطفيل الشائع في افريقيا.
تسبب الملاريا مضاعفات خطيرة قد تؤدي للوفاة وهذه المضاعفات تتمثل في :-
١- الملاريا الدماغية:
وهي التي تحدث بسبب سد الطفيل للأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ مما يؤدي لتلف الدماغ مسببة نوبات دماغية وغيبوبة.
٢- الوذمة الرئوية :
وتحدث بسبب تراكم السوائل في الرئتين.
٣- انخفاض سكر الدم :
مما يؤدي إلى الدخول في غيبوبة أو الوفاة.
٤- فقر الدم:
لأن الملاريا قد تؤدي إلى نقص خلايا الدم الحمراء.
بالإضافة إلى ما ذكر تؤدي الملاريا إلي فشل بعض الأعضاء مثل الكبد وتمزق الطحال.
كل ما قمت بذكره في أسطر هذا المقال كان فصلاً بسيطاً جداً من رحلة حول خبايا مرض خطير يسمى الملاريا، لذلك سأكمل باقي فصول الرحلة في العدد القادم بإذن الله أرجو المتابعة.

المصادر
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/malaria/symptoms-causes/syc-20351184https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/malariahttps://www.healthline.com/health/malaria.

Related posts

الكوليرا حيث الماء سر الحياة وسر الموت

العلاج بالطب البديل

أمراض البنية التحتية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...