من أهم المتاحف التي تقع فى مصر، وتحديداً فى منطقة مصر القديمة “المتحف القبطى” الذى يضم مجموعة كبيرة من المقتنيات الأثرية المتنوعة، وعند الدخول من باب المتحف يلفت انتباهك صندوق من الخشب يشبه قطع الآثار الإسلامية ويطلق عليه (هودج).
وقال أمين المتحف القبطى، إن الهودج المصنوع من الخشب المطعم بالعاج والصدف والعظم، كان مخصصاً لنقل العروس التي تنتمى لعائلة ثرية من بيت والدها إلى بيت زوجها ويعود هذا الهودج للقرن الـ 19، وكان يحمل على الجمل قديمًا أو يحمله مجموعة من الناس على أكتافهم، وهو مثل العربة للإحتفالات الخاصة بمراسم الزواج آنذاك.
وأوصت لجنة حفظ الآثار العربية بإنشاء متحف للآثار القبطية فى عام 1898م، وتم البدء فى جميع التبرعات وجمع القطع القبطية النادرة بمباركة وجهد البابا كيرلس الخامس، وبدأت الفكرة بتخصيص قاعات داخل الكنيسة المعلقة نقل إليها المقتنيات القبطية من متحف بولاق.
وفى عام 1902 استطاع مرقس سميكة باشا الحصول على موافقة من البطريرك كيرلس الخامس بتخصيص قطعة أرض وقف لبناء متحف بمصر القديمة بجانب الكنيسة المعلقة.
وفى 1908م أكمل مرقس سميكة باشا تجميع وإعداد القطع الفنية للعرض، وكذلك تجميع الأسقف الخشبية للجناح القديم التي تعد فى حد ذاتها تحفة فنية.
فى 1910م كان الإفتتاح الرسمي للمتحف وسط إحتفالية ضخمة أدت هذه الاحتفالات الإهتمام بالفترة القبطية من قبل المجتمع، وجمع عدد من التبرعات من كل الشخصيات المصرية.
وفى 1931 تم نقل ملكية المتحف من ملكية الكنيسة للحكومة المصرية وبالتحديد لوزارة المعارف المصرية، وعلى إثره نقل عدد أكبر من القطع الأثرية من المتحف المصري إلى المتحف القبطى.
وفى العام 1947م، فى عهد الملك فاروق الأول، تم افتتاح الجناح الجديد بالمتحف، والذي وضع تصميم واجهته الفنان راغب عياد.
وأعيد ترميم المنطقة والمتحف وإفتتاحه مرة أخرى للجمهور فى 1984، وتم إغلاقه بجناحيه من أجل تطوير العرض لتواكب مع نظم العرض المتحفي الحديثة فى عام 2000م، ولكن تم إفتتاحه مرة أخرى للجمهور بعد تجديد وتطوير، وإعادة إعداد سيناريو العرض المتحفى فى عام 2006م.