” لقد فاقت شجاعة هذه المرأة حُنسها”
هكذا وصف المؤرخ الإغريقي سترابون الكنداكة أماني ريناس التي حكمت مملكة كوش من سنة 40 قبل الميلاد إلى سنة 10 ميلادية، وهي زوجة الملك النوبي ترتيقاس وأنجبت منه الأمير النوبي اكينيداد، وظلت زوجة لا تحكم حتى توفي زوجها.
يقول عنها شيخ أنتا ديوب في كتابه الشعوب الإفريقية و الثقافة :
أثارت إعجاب العهود القديمة بالمقاومة التى واجهت بها على رأس قواتها, جيوش قيصر – “أغسطس” الرومانية. و قد فقدت عينا فى المعركة, فزاد ذلك من شجاعتها.
في أول أغسطس سنة 30 ق.م استطاع القائد الروماني جايوس بوليوس قيصر اوكتافيوس – و الذي أصبح فيما بعد أول إمبراطور روماني باسم أغسطس اوكتافيوس (27 ق.م ~14م) – فتح مدينة الإسكندرية عاصمة المملكة البطلمية في مصر، بعد أن هزم قوات كليوباترا السابعة في موقعة أكتيوم البحرية، و من يومها دخلت مصر في حوزة الإمبراطورية الرومانية، و التي أبدت الرغبة في التمدد جنوباً نحو كوش.
بدأ الرومان بالتوغل جنوباً في بلاد النوبة، إلا أن الملكة النوبية في ذلك الوقت الكنداكة أماني ريناس أرادت أن تعطي درساً للرومان سادة العالم في ذلك الوقت بأن ما حدث في مصر لا يمكن أن يحدث في كوش، و استغلت انشغال الحاكم الروماني لمصر أيليوس غالوس في حملة علي شبه الجزيرة العربية؛ فقادت جيشها وذهبت إلى أسوان وطردت الحامية الرومانية واستطاعت أخذ أسرى رومان و تماثيل أغسطس المصنوعة من الذهب و البرونز كانت موجودة في جزيرة فيلة و استطاعت استرداد النوبة السفلى.
لم يرض الإمبراطور الروماني بما حدث فأمر واليه في مصر بترونيوس بالزحف جنوباً لاستعادة ما فقده، و استطاع صد النوبيين و إرجاعهم جنوباً حتى منطقة إبريم، استمر النزاع على المنطقة لشهور طويلة حتى انتهى الأمر بتوقيع اتفاقية عرفت بإتفاقية ساموس التي بموجبها انسحب الرومان شمالاً حتى بلدة المحرقة مع الإلتزام بشروط حسن الجوار.
و بدأت كوش بعد ذلك عهداً مزدهراً و منفتحاً نحو أوربا و العالم، و ذلك بفضل الدبلوماسية و الحنكة العالية للكنداكة أماني ريناس.
8 تعليقات