الكشك الروماني
من الدُكِي قيل بكرمة العريقة في الولاية الشمالية. نعبر المدن والأودية لنقف قليلاً عند ملتقى وادي العوتيب الرئيسي القادم من منطقة البطانة بالأودية المتجهة لنهر النيل. على بعد 170كلم شمال شرق العاصمة الخرطوم و 50 كلم إلى الشرق من نهر النيل، تحديداً عند مدينة النقعة القديمة التي تعتبر من أهم مدن المملكة الكوشية في العهد المروي.
النقعة بموقعها الإستراتيجي لعبت دور الجسر الرابط بين دول العالم الوسيط و افريقيا في ذلك الزمان، كما كانت محطة تجارية و أحد مداخل مملكة كوش.
الآن بها أجمل المعالم الأثرية في السودان. فبجوار المعبد الرئيسي لأباداماك يوجد “الكشك الروماني” وهو معبد صغير به عناصر توضح ارتباطه بالحضارة الهلنستية، والمدخل فرعوني التصميم، وقمته عتبة بها صفوف من الصل المقدس، والجوانب تتكون من أعمدة على نظام كورنثي تم تزيين قمته بالزهور، ونوافذ مقوسة على النظام الروماني.
كشفت الدراسات أن المعبد صُمم لعبادة الإله حتحور وذلك لاكتشاف تمثال للإله إيزيس في المعبد. إلهة الأمومة والخصوبة لدى قدماء وادي النيل؛ والتي تعتبر كرمز للأم والزوجة ومحرك للطبيعة و السحر، وأيضاً تتقاسم مع الإله حتحور العديد من الصفات. وقد انتشرت عبادتها على نحو واسع في عند الإغريق والرومان.
ومن المعالم الهامة أيضاً في تلك البقعة معبد آمون ومعبد الأسد. نطرق أبواب هذين المعبدين في الأعداد القادمة بمشيئة الله.