رد الفعل الحكومي تجاه وضع العالقين في مصر لا تصفه أي كلمه ، فبعد شهور عانى فيها عدد كبير منهم بسبب الإيجار والمصروفات قررت الحكومة السماح لهم بالعودة واشترطت إجراء فحص مسبق في معامل تم تحديدها بواسطة السفارة وبمقابل مالي حتى يسمح لهم بالعودة هذا بخلاف قيمة التذكرة العالية والتي تجاوز سعرها (50) الف جنيه سوداني (مليون) للعودة فقط !
وقبلوا مرغمين فقط للنجاة من وضعهم الصعب والعودة للوطن وفجأة يتم إيقاف رحلات العودة بحجة الضغط الناتج عن الفحوصات للعائدين !.
إذن ما جدوى الفحص المسبق ولماذا تم إلزامهم بعمل فحص مسبق بمبلغ وقدره إذا كانت وزارة الصحة ستعيد الفحص .
وأين دور السفارة في الترتيب وتحديد مواعيد السفر وتمليك العالقين المعلومات في وقت مناسب، فبعد التعليق تضرر عدد كبير بسبب تركهم لأماكن السكن وربما صرفوا كل مدخراتهم حينها في لوازم مختلفة بعد ضمانهم للعودة !
ما يحدث للعالقين أمر مؤسف ويعبر عن عدم المسؤولية والفشل في حفظ حقوق المواطنين وعلى الحكومة أن تتخذ خطوات جادة نحو مواطنيها وحفظ حقوقهم و يكفينا الفشل الاقتصادي والرقابي الحالي.
قبل أيام خرج وزير الطاقة معللاً قطوعات الكهرباء بأسباب مختلفة لم تكن مقنعة للكثيرين والأسوأ أن من يملك الحلول هم مجموعة مهندسين أجانب يُنتظر عودتهم التي لا يعرف لها توقيت وعلى الجميع الانتظار فقط !
دولة كامله فيها من المهندسين والفنيين المئات بل الآلاف تنتظر مجموعة أفراد من خارجها لحل مشكلة الكهرباء!
نفس الوزارة مسئولة عن الوقود وأيضاً فشلت في توفير كفشلها في حل مشكلة الكهرباء!
وعلى الجميع الانتظار!
منذ الإعلان عن موعد موكب 30 يونيو انتابت جميع المكونات السياسية حالة من الهلع لتخرج بيانات الأحزاب مابين مؤيد ورافض للمليونية وخرجت الحكومة وشركاؤها ببيان أثار حفيظة الشارع بعد وصفه للمطالب بالاحتفالية وأخيراً خرج بيان رئيس الوزراء يحمل الوعود بتنفيذ المطلوبات.
علي الحكومة أن تعي أن الشارع صاحب الكلمة وصاحب الحق الأوحد ولا تملك جهة التأثير عليه وإن ادعت ذلك، فما شهدناه خلال هذه الثورة أثبت حقيقة واحدة أن الشارع هو القائد.
مكونات كثيرة حاولت الاعتماد على هذه المليونية لتمرير أجندتها وتحقيق أهدافها ولكن وعي الشارع أعلى من التفكير السطحي و الاستغلالي لهذه المكونات وعليها أن تسلك طريقاً آخر أكثر وعياً بدلاً عن محاولاتها الفاشلة في تمرير أجندتها.
خرج الشارع بعد قناعته التامة بفشل الأحزاب في الفترة السابقة واجتهادهم في التمكين السياسي والحزبي بدلاً عن الاجتهاد في إكمال المطلوبات وأهمها حق الشهداء وأسرهم في القصاص.
نهاية القول :
بعد عام عانت فيه حكومة الحرية والتغيير من الفشل خرج الشارع ليعيد تشكيل الواقع السياسي شاهراً مطالب التحول الديمقراطي ومطالباً الحكومة ومكونها السياسي بمزيد من العمل أو الطوفان.
30 يونيو مجموعة رسائل للجميع لعلهم يفقهون.
سيد نفسك مين أسيادك.