الرئيسية تاريخ وسياحةتاريخ السودان العلاقات الدبلوماسية بين مملكة كوش و الممالك المعاصرة

العلاقات الدبلوماسية بين مملكة كوش و الممالك المعاصرة

بواسطة نعمات البديري
353 مشاهدات

بعد عودة بيي إلى السودان بعد و سيطرته على زمام الأمور في مصر السفلى ومناطق النفوذ، ترك تفنخت أميراً على صايص (لوح النصر )، حكم تفنخت مصر السفلى حوالي سبع سنوات، وبعد وفاته خلفه ابنه بخوروس وكان مثل والده حيث شرع في استعادة مصر السفلى من مملكة كوش ونجح في ذلك وحكمها بضع سنين إلى أن جاء شبكا الذي استعان بامراء مصر السفلى، وقد كانوا يكرهون بخوروس فوقع في قبضة الملك الكوشي بمدينة تانيس الذي تخلص منه حرقا وعادة مصر السفلى للنفوذ الكوشي وشرع شبكا في ضبط وتنظيم إدارة مصر السفلى حيث أبقى كل أمير على امارته مع مراقبتهم.


العلاقات الدبلوماسية بين مملكة كوش ومملكة آشور
عاصر الملك شبكا أعظم ملكين آشوريين هما سرجون الثاني (722_705ق.م) وخليفته سنحاريب(705_681ق.م) و تم توطيد العلاقة بين المملكتين وتبادلتا الهاديا و اعتبر شبكا هذه الهدايا جزية كما أعتبر مساعدته لهم من قبيل مساعدة الرئيس على المرؤوس، ويؤرخ لهذه العلاقات القرص المصنوع من الطين الذي وجد مكتوباً عليه كل من اسمي شبكا سنحاريب، وفي ذلك الوقت كانت الإقاليم ( سوريا، لبنان وفلسطين ) الآشورية على علاقة بمصر فقد كان سكان هذه الإقاليم يعلنون ثورتهم ضد آشور ثم يلجؤن إلى مصر، حيث لجأ في عهد شباكا أحد أمراء فلسطين الذي امتنع دفع الإتاوة للآشور فقام شبكا بالقبض عليه ووضعه في سلاسل وارسله إلى سرجون، وبهذا يمكننا القول أن شبكا اتبع سياسة حذرة وحكيمة مع مملكة آشور وهي عدم تورطه في الحروبات مع ملوك آشور، و ما ان سمع أمراء الأقاليم الآشوريه بوفاة شبكة الذي عرف بولائه للآشور حتى اسرعوا بإرسال رسائل يطالبون فيها شبتكا الذي خلف شبكا بالانضمام إلى حلفهم وعلى الفور أعلن شبتكا سياسته العدائية ضد آشورين، وندلعت العديد من الثورات والفتن إثر وفاة سرجون الثاني الذي خلفه سناخريب، وعمل الملك يهوذا على تأليب الملوك والأمراء التابعين للآشور لخروج عليها كما لعب دوراً في خلع الذين يرفضون الانصياع له، فقد أمر بخلع سناخريب وحبسه لكن بعد أن عمل سنخاريب بهذه المكيدة قام بإعداد جنوده لغزو الإقليم السوري وكان ذلك حوالي (702_701ق.م) ومن جانب آخر فقد قام أمراء سوريا بتكوين حلف يضم كل أعداء سنخاريب (ساميه بشير ص 68_69) ، وقد انضم شبتكا لهذا الحلف حيث أرسل إلى إخوته في نبته يطلب منهم الحضور إلى مصر ومعهم قوات عسكرية وبالفعل وصل تهارقه ومعه جنود محاربين أقوياء، فقد التقى الحلفين عند مدينة التاكو فقد انتصر سنخاريب على أعدائه وخضعت له التاكو واقاليم أخرى، ثم اتجه جنوده إلى مدينة لاشيش وأرسل منها جيشاً إلى أورشليم عاصمة يهوذا، وتحرك بجزء من جيشه إلى مدينة لبنة، وتمكن سنخاريب من استيلاء على مدينتي أورشليم ولبنة، ومنيت القوات الكوشية والسوريا بهزيمة ساحقة، وانتهى عهد شبكا بهزيمة آشور على مملكة كوش وبعد وفاته خلفه تهارقه وأول خطوة قام بها هي تطهير مصر من العصاة، ومن جانب آخر تزامن عهده مع ثلاثة ملوك آشوريين وهم سناخريب، اساردحون، و آشور بانبيل(668_626ق.م).


حتى النصف الأول من لم يكن هنالك احتكك بين مملكة كوش و آشور إلا بعد امتناع عبدالملكوتي عن دفع الاتاوة على الإمبراطورية الآشوريه فتهم اسارحدون تهارقه بتحريضه ضدد آشور فقام بإرسال حملة تأديبية إلى مصر إلا أن هذه الحملة منيت بهزيمة نكراء من قبل القوات الكوشية، وهذه زعزعزت مكانة إمبراطورية آشور وسمعتها في العالم الخارجي ، كما رفعت الروح المعنوية لكوشين مما شجع بعض الأقاليم التابعة لآشور من إقامة ثورات ضددها وعلى رأسهم الملك بعلو حاكم مدينة صور السوريه وأيضا اتهم سارحدون تهارقه بتحريضه، فهو بالفعل كان يقوم بتحريض حكام الأقاليم بثورة ضدد آشور، فهو يريد بذلك ابعاد النفوذ الآشوري من سوريا حتى يقوم باستردادها إلى مملكة كوش ، فقد كانت تتبع إلى مصر في عهد الدولة المصرية الحديثة، وكان يرى هذا واجبه كفرعون، الا ان اسارحدون لم يسكت بفعلته هذه واجتمعت قواته مرة أخرى وتحرك بقواته نحو مصر حيث تمكن من الاستيلاء على منفيس وطيبة ونهب امتعة هياكلها وقام بإرسالها إلى مملكته فوضعها في المعابد تذكارا لنصرته على مملكة كوش، وعمل على تنظيم إدارة مصر فأرجع الحكم لامرائها وفرض عليهم الجزية وعاد إلى نينوى تاركاً بعض الجنود على القلاع المصرية خوفاً من الكوشيين، إلا أن هذه المعركة لم تكن المعركة الحاسمة فقد انسحب تهارقه إلى منفيس واستعد لمعركة أخرى، وفي سنة 669ق.م توفى اسارحدون فاغتنم تهارقه هذه الفرصة وزحف إلى منفيس وهزم الأمراء المواليين لآشور واستولى عليها بعد أن فرض عليها حصاراً شديداً فلما علم آشور بانبال الذي خلف اسارحدون فتقدم بجيشه إلى مصر فنكل بالكوشيين واخرجهم من مصر وارجع الحكم إلى الأمراء المواليين له وعاد إلى مملكته ظاناان الكوشيين لا يعودن إلى مصر فما أن وصل نينوى حتى قام تهارقه باسترجاع مدينة طيبة وابطل عبادة العجل (الالهة الاشورية) منها ثم عاد إلى نبتة لرؤية رائها في منام قد امتلكه الخوف من الآلهة آشور حتى توفى في نبتة.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...

-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00