ونواصل في الجزء الثاني من العادات والتقاليد السودانية الجميلة المتوارثة منذ أسلافنا القدماء، و نتناول في هذا الجزء العديد من التقاليد التي تشكل موروثنا الثقافي .
وتشمل المائدة الرمضانية إذ يبدأ الإعداد لشهر رمضان في السودان قبل وقت مبكر، حيث يتم إعداد العديد من المشروبات التي لا توجد في أي بلد غير السودان و هي شراب (حلو- مر) المعروف بـ (الأبريه) إضافة إلى المشروبات المعروفة في بعض الدول العربية الأخرى مثل (الكركدية) و(العرديب) و هو ثمرة تشبه التمر الهندي و التبلدى (الجنجليز) و (الجديم) و هو مشروب يفيد في تنقية الدم و (المديدة) و هو مشروب لزيادة النشاط و الطاقة و أيضًا تشتهر المائدة السودانية بأكلة العصيدة التي تختلف عن أنواع العصيدة المعروفة في بلاد الخليج العربى.
ومن العادات والتقاليد أيضاً..الزي السوداني التقليدي (للنساء) و هو التوب السوداني كما يقال عنه في السودان هو الزي الرسمي للسودانيات، وهو زي يغطي جسم المرأة من ساسها إلى رأسها و عادة يكون من أقمشة (توتل) أو (حرير) أو أنواع أخرى متعددة وتوب الحرير هو التوب المفضل للعروس السودانية حيث توجد منه موديلات بألوان زاهية وتشكيلات رائعة منها التياب اللامعة التي تلبس عادة في السهرات والتياب الملونة بألوان هادية تلبس نهارا، والنساء من عمر أربعين سنة يفضلن تياب ال(توتل) لأنها أكثر وقاراً وحشمة و أيضًا تتعدد تشكيلات هذا النوع أيضًا و التي تعرض في محال الأقمشة ومحال التياب.
الزي التقليدي السوداني (للرجال) الجلابية هي عمدة الزي القومي السوداني، و هي ليست الزي الوحيد بالسودان المترامي الأطراف، الزاخر بالتنوع الإثنى والثقافي والمناخي، وإنّما أصبحت تمثل زي السودان القومي، و الجلابية السودانية هي بالطبع زي رجالي صرف إلاّ أنها ليست على شاكلة واحدة و إنّما هي أشكال عدّة، و تقف خلف هذا التعدد عوامل كثيرة منها المناخي، ومن هذه العوامل أيضًا عوامل تاريخية ودينية و مهنية و (جمالية) وهذا التعدد في الأشكال لا يسلب الجلابية شيئًا يذكر و إنما هو مجرد تغييرات طفيفة في الطول والقصر، أو في الضيق واتساع الأكمام وما إلى ذلك.
وأخيراً.. يعتبر إكرام الضيف من العادات الأصيلة عند الشعب السودانى.. وتظل هذه العادات والتقاليد راسخة في المجتمع السودانى مهما طغت عليها السنوات وأثرت عليها ثقافات الغرب التي تحاول أن تلغي أصواب معظم الشعوب، والشعب السودانى سيظل ذلك الشعب الطيب المحتفظ بعاداته وتقاليده.