يحتضن السودان الكثير من المواقع الأثرية، والمناطق السياحية، لذا وجهت أوروبا، وأمريكا جل اهتمامها بالسودان بخاصة آثار مملكة كوش، وعملت على إرسال العديد من البعثات الأثرية حيث تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والآثار في السودان بأعمال الحفريات والتنقيب.
وفي العام 2000م تم اكتشاف موقع (الضانقيل)، ولاتزال أعمال الحفريات، والتنقيب مستمرة إلى يومنا هذا.
الموقع الجغرافي :
يقع في مدينة بربر على بعد 350كلم شمال – شمال الخرطوم، ويشمل المدينة الملكية التي تعود إلى الفترة الكوشية الثانية التي امتدت على طول نهر النيل حتى الحدود المصرية شمالاً، شرقاً إلى منطقة البطانة، غرباً إلى شمال كردفان، وجنوباً إلى الخرطوم.
الموقع الأثري:
يتكون الموقع من كومات ترابية مغطى بالطوب المحروق، وقطع الفخار، وهذه البقايا محفوظة بشكل جيد.
أصل التسمية :
يقال ان اسم (الضانقيل) محرف من اللفظة المحلية (دنقيل) وتعني الحجر الصلب.
أبرز المعالم:
معبد آمون :
يعتبر معبد آمون من أكثر المعابد التي لا حصر لها في المواقع الأثرية للمملكة الكوشية،وقد تم اكتشاف معبد( آمون الضانقيل) على صورة رجل برأس كبش، ويقع على اتجاه شرق، غرب، شيد من الحجر الرملي وبنيت أجزاؤه الداخلية من الطوب الأحمر.
يتكون المعبد من صالتين، تشمل الصاله الأولى ستة أعمدة تتكون من طبقات مصنوعة من الحجر الرملي، وفي هذه الصالة تم العثور على أنابيب فخارية لتصريف مياه الأمطار عن قواعد المبنى. تحتوي الصالة الثانية بلاط مختلف الأحجام من الطوب الأحمر، وأعمدتها تشبه أعمدة الصالة الأولى إلا إنها أصغر حجماً.
كما تم العثور على الطريق الموكبي، الذي يؤدي إلى السور الخارجي لمعبد آمون.
الكشك:
يقع الكشك في وسط الطريق الموكبي وقد تم بناؤه بطريقة هندسية بارعة، يتكون من ثلاثة أعمدة مربوطة ببعضها بحائط على كل الجوانب، وأربعة أركان مستديرة، طليت جدرانه بألوان لامعة (أزرق، أصفر)، وهو عبارة عن معابد صغيرة، حيث تعد مكان للراحة، وحماية لمركب الإله المقدس، كما يعتبر مركزاً لإقامة الشعائر الدينية على الطريق الموكبي، فهو جزء لا يتجزأ من خارطة المعبد.
قدس الأقداس:
من جهة الشرقية للمعبد يوجد قدس الأقداس، ويشمل ثلاثة غرف، وهو مكان إقامة تمثال الإله، شيدت أعمدة قدس الأقداس بالطوب المحروق ذو الشكل الأسطواني، بنيت واحده فوق الآخرى يربط بعضها البعض بطبقة رقيقة من الطين، وفي داخل هذا المبنى عثر على
أربعة أعمدة مزخرفة ومنحوته من الطوب المحروق، ورصفت أرضية قدس الأقداس من الطوب المحروق أيضاً.
غرفة (المنصة) الشمالية :
ومن الجهة الشمالية للمعبد تم العثور على غرفة المنصة، وتحتوي على ستة أعمدة مبنية من الحجر الرملي، حيث تم بناؤها بشكل جيد، و رصفت أراضيها من الطوب المحروق.
قرابين المعبد :
بعد عملية التنقيب تم العثور على الكثير من القرابين التي تقدم في الاحتفالات الدينية، وكم من القطع الفخارية، وآنية فخارية مخروطة الشكل، قد تم العثور عليها في عدة مواقع لمعبد آمون، وهذا دليل على أن هذه الآنية محصورة في معابد آمون، كما تم العثور على عدة قطع أثرية من الحجر الرملي بألوان وردية وكذلك تم اكتشاف خراطيش مكتوب بداخلها أسماء الملوك، أماني تيري(القرن الأول الميلادي )، ولقب الملك سنكامنس (القرن السابع قبل الميلاد)، وبعض القطع الفخارية ترجع لعهد الملك ترهاقه.
الأهمية التاريخية :
يعتبر الضانقيل أبعد منطقة تم اكتشافها باتجاه الجنوب، و قد تم العثور على تماثيل تعود لفترة الكوشية المبكرة حيث مثل هذه التماثيل في منطقة جبل البركل (منطقة الشلال الرابع) وفي موقع دوكي قبل (كرمة) منطقة الشلال الثالث.
1 تعليق
معلومات ثرة ومرتبة وقلم متمكن أوصل اامعلومة بكل سهولة ووضوح.. وحقيقة المخفي من تاريخنا وحصارتنا لا زال كثيرا ومحهولا ويحتاح للكثير من الجهد لتوصيله للسائح الداخلي قبل الخارجي..