طلال فتح الرحمن
¤ لاشك أن الشباب يمثل الحاضر وكل المستقبل وعماد الأمة من خلال طاقاته العالية مقارنة بالكبار الذين يعانون من قلة الطاقة والمجهود بعامل السن والصغار الذين لايتحملون الصعاب .
يمثل الشباب العمود الفقري لنهضة الأمم والأوطان بسواعدهم وأفكارهم ورؤياهم في التغيير وصناعة واقع أفضل يعبرون من خلاله صدق إنتماءهم وإمتنانهم.
لقد شاء الله عزوجل أن يكون أنصار النبيين شبابا، لأنهم أنقى قلبا وأصدق مثالا وأنقى سلوكا ،فالشباب نصف الحاضر وكل المستقبل ومن هنا كانت عناية الإسلام بالشباب كبيرة ،فقد ورد في كتب السيرة أن ابا حمزة الشاري يوم أن وصل إلى مكة المكرمة ومعه جيشه ،وقف أهل مكة في وجهة وقالوا له: هؤلاء أصحابك من الشباب، فقال لهم :تعيرونني بأصحابي وتزعمون أنهم شباب ،نعم والله شباب،وهل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شبابا؟ هم والله شباب مكتملون عمية عن الباطل أعينهم ،ثقيلة إلى الشر أرجلهم ،وظل ابا حمزة يعدد لهم محاسن ومآثر وفضائل أصحابه وعلاقتهم بالله وكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لذلك نرى بأن للشباب مكانة سامية في الإسلام حيث أن سيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام دعى الناس جميعا إلى الإسلام فخالفوه ورفضوه إلا الشباب وقال تلك المقولة التى لازال صداها إلى الآن يدندن في آذاننا (نصرني الشباب حين خذلني الشيوخ ).
يعد تكليف سيدنا( أسامة بن زيد) رضي الله عنه بقيادة الجيش وعمره 18 عاما وفي وجود كبار الصحابة هي تعظيم مرحلة الشباب وتعزيز ثقتهم في أنفسهم لأنه كان يدرك كل ذلك وحتى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فجعله أبوبكر الصديق رضى الله عنه قائدا لجيش المسلمين كذلك ، فإستمر وغزى الروم وإنتصر فالله العجب شاب في هذا السن يقود ويقاتل الروم وينتصر، هذه هي الثقة التى يحتاج إليها الشباب اليوم.
ولأشك أن شباب السودان الآن يمثل روح التغيير وصناعة واقع أفضل يشبهه فعليا من خلال مجهودات مقدرة يبذلها في شتى ضروب الحياة التي يعيش في كنفها رغم قلة الحيلة إلا إنه ظل متمسكا برسالته الوطنية وأدواره العظيمة وهذا شرف لايضاهيه شرف، ولو كان الوطن ينطق لنطق بنفس المقولة التى نطق بها رسولنا الكريم (نصرني الشباب حين خذلني الشيوخ ) ، وهذا لايمثل منة او هبة يقوم بها الشباب ولكنه دور رسالي منوط القيام نجدهم يحملون هموم الوطن بعقل راجح وهموم نبيلة ودواوين العمل الطوعي تشهد بذلك شارع الحوادث ،نفير ،صدقات وغيرها من المنظمات الوطنية التى ظلت مساهمات الشباب فيها كبيرة جدا وواضحة للعيان من خلال مايقومون به ويقدمونه من وقت وجهد وأحيانا على حساب أنفسهم.
وندخل لثورتنا المجيدة ثورة كان قوامها الشباب بتضحيات وبسالات تحكى ويحكى عن عظمتها التاريخ وأثناء الكتابة ألمح الشهيد عظمة لايمكننا الإستلقاء أثناء المعركة وهيبة عبد السلام كشة نخاف على ثورتنا من النخب ،ودكتور بابكر الذي يسعف المرضى وكل شهداء الثورة السودانية رحمهم الله جميعا وشفى الجرحى وأعاد المفقودين ، وأول ما اسمع جملة( دا الجيل الراكب راس ) هذه الجملة هي التى يمكنها أن لاترتضى بأقل مطلوباتها فى الحرية والعدالة والسلام ﻻن النضج والوعي هو سبب كافي جدا يجعلهم يناضلون في سبيل ذلك ولازالوا يواصلون رحلة النضال .
( حنبينهو البنحلم بيه يوماتي ) شعار في غاية الجمال يمثل شباب السودان بحق وحقيقة ويمثل قيمة حقيقية يفخر ويفاخر بها الشباب سيتحقق هذا الشعار واقعا معاشا ملموسا مادام عقلية الشباب بهذا الحب اللامشروط للوطن سيبنى هذا الوطن بسواعد بنيه وستتحقق آماله وتطلعاته .