دائما ما يرتبط إسم سينما بالترفيه وملء أوقات الفراغ فقط، فهي مختزلة تماما عندنا وكأنها نوع من الرفاهية المترفة والغير ضرورية لحياتنا، والبعض ينظر للمهتم بها وكانما هو شخص فارغ وليس لديه ما يفعله.اليس كذلك؟!
لكن الحقيقة عكس ذلك تماما، دعونا أول نعرف ماهية السينما ثم بعد ذلك نذكر ما لها وما عليها.
السينما (أو السيما) صناعة التصوير المتحرك وعرضه للجمهور عبر شاشات كبيرة في دور العرض، أو على شاشات أصغر (التلفاز والحواسيب). يعدّ الفن السينمائي وتوابعه من إخراج وتمثيل واحدا من أكثر أنواع الفنون شعبية. ويسميه البعض الفن السابع مشيرين بذلك لفن استخدام الصوت والصورة سوية من أجل إعادة بناء الأحداث على شريط خلوي.
تاريخ السينما:
بعض المراجع تشير الى أن البدايات أو ما قبلها يرجع فيه الفضل الى العالم والرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي في العام 1558، وذلك لما أشار إليه ودونه في ملاحظاته الشهيرة في بعض أجزاءها، والتي ذكر فيها معبرا أنه إذا جلس شخص ما في حجرة مظلمة للغاية وبها ثقب صغير وكانت الشمس ساطعة في الخارج، فإن هذا الشخص يمكنه من خلال هذا الثقب أن يرى خيالات وإنعكاسات لما هو خارج الغرفة، من حيوانات وبشر و أشجار.
أما الميلاد الحقيقي والفعلي للسينما فهو يعود للعام 1895، ويعود فيه الفضل للاخوان الفرنسيان اوغست ولويس لومير وذلك لإختراعهما أول جهاز يمكن من خلاله عرض الصور المتحركة على الشاشات، وتم ذلك في الجراند كافييه بمدينه باريس، ثم تلى ذلك العالمان ارمان وجنكينز واللذان إخترعا جهاز عرض بصورة محسنه وافضل من اختراع سابقيهما، وتلى ذلك توماس اديسون والذي صنع جهاز يجمع بين مزايا سابقيه وأقام أول عرض له في العام 1896 ولقى نجاحا باهرا.
الناقد والمؤرخ السينمائي فيليب كنجليتون يقسم السينما الى مراحل من خلالها تطورت الى وضعها الحالي:
1. عصرلريادة1895-1910:
حيث كانت المراحل الأولى والبدايات للسينما، حيث كانت الأفلام صامته وقليلة في مدتها وبسيطة في صياغتها وصناعتها.
2. عصرالافلامالصامته 1916-1926:
تواصلت الأفلام الصامته إلا أنه أضيفت إليها بعض المؤثرات، في هذة الفترة لمع نجم الممثل تشارلي شابلن وديفيد غريفيث.
3. عصر ما قبل الحرب العالمية الثانية 1927-1940:
في هذة الفترة بدأت الحوارات الناطقة والرسوم المتحركة وأيضا التصوير الملون، وكان أول فلم ناطق بعنوان “مغني الجاز”, ضمت هذة المرحلة ولمع نجم كل من كلارك جابل، فرانك كابرا، جون فورد، ستان لوريل واوليفر هاردي، علما بأن الاخيرين كانا من مشهوري الفترة الصامته أيضا، وشهدت هذة الفترة أول ظهور لجوائز الاوسكار.
4.العصر الذهبي للفيلم: 1941-1954:
كان للحرب العالمية الثانية الأثر الكبير على التغييرات في صناعة السينما عموما، كحال كل شئ تقريبا، فانتعشت السينما وأذدهرت وظهرت الافلام الموسيقية وأفلام الرعب وأيضا أفلام الخيال العلمي، لمع خلال هذة الفترة نجم هنري فوندا وكاري غرانت وغيرهم.
5. العصر الانتقالي للفيلم: 1955-1966:
وهي تمثل الفترة التي بدأت فيها السينما تنضج فعليا وبدأ الإهتمام بالتفاصيل، حيث انتشرت الأفلام الملونه، من مشاهير هذا الفترة، مارلين مونرو والفريد هيتشكوك.
6. العصر الفضي للفيلم 1967-1979:
البعض يراها فترة بدأ الافلام الحديثة، حيث قلت جدا صناعة أفلام الأبيض والأسود وبدأ يكثر الانفاق على ميزانية الأفلام، من مشاهير هذة الفترة، فرانسيس كوبول وداستن هوفمان.
7.العصر الحديث للفيلم 1980-1995:
كانت بدايته من فلم “الإمبراطورية تقاوم”, حيث بدأ في هذة الفترة إستخدام الكمبيوتر في صناعة الأفلام، وكانت الميزانيات ضخمة جدا، وتمتد هذة الفترة الى الوقت الحالي.
السينما هل هي تجسيد للواقع ام هي إعادة صياغة الواقع؟
للإجابة على هذا السؤال ينبغي لنا ان نستشهد ببعض الافذاذ في هذا المجال، أمثال الالماني رودلف ارنهايم الذي كان ينفي صلة السينما بالواقع واشار الى انها تصنع واقعها الخاص المقاطع للواقع.
أما اندرييه بازان ف رأية كان مخالفا لردولف، حيث ان أهمية السينما لديه في انها تجسد الواقع الاجتماعي المعاش.
في رأي الشخصي السينما تدور حول هذين الرأين، لكن التأثير الأكبر هو الرأي الاول، حيث انه فعلا السينما تصنع واقعا مغايرا مع الوقت، وكثير ما تستخدم لتغيير وإعادة صياغة المجتمعات.
للسينما فوائد جمة، فعلى سبيل المثال هي تعكس لك مختلف الثقافات والحضارات بالنسبة للوثائقي منها وترسيخ لبعض القيم والأخلاق، بالإضافة للترفيه من كوميديا ورقص واكشن.
- مثال لذلك فلم عبد لاثنتي عشر سنة “twelve years a slave”، والذي يعكس لك معاناة الزنوج وما لاقوة من عنصرية و قهر وزجر وتقتيل وإهانة، فينقل لك الاحساس وكأنك معايش ذاك الزمن، مركز بذلك على فظاعة العنصرية واثرها السيء على المجتمعات.
- أيضا فلم المصارع “Gladiator” والذي ينقلنا لفترة روما في تلك الفترة وشكل الحياة والسياسه وكل ما يخص روما وثقافتها.
- أيضا فلم الجوكر الاخير، بالرغم من سوداويته والنقد اللاذع الذي قابله إلا انه يرسل رسائل معينة وواضحه، ملفتا النظر للفئات التي تشبه شخص الجوكر، الفقراء الذين ليس لديهم أحد، معاني الأزمات النفسية وضحايا المجتمع.
- فلم مدينة الرب “City Of God”، والذي يعكس مجريات الامور والحياة في العالم السفلي في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
- وأخيرا فلم جون كيو “John Q”، والذي كان له تأثير كبير فيما يخص النظام الصحي والذي تم على اثره تغييرات فعلية على الانظمه الصحية على مستوى العالم.
وكما لها من الايجابيات لها من السلبيات، فالبعض لديه ثقاقاته والتي تختلف تماما عن الثقافات التي تتناولها السينما والذي بدوره يعتبره غزو ثقافيا ومعرفيا مع ما يتناقض مع ثقافته وتعالميه وعرفه ودينه.