السياسة vs الاقتصاد

السياسة و الاقتصاد، و من يقطر الآخر؟ أترككم مع ثلاثة مشاهد لتستخلصوا الإجابة بنفسكم.

مشهد (1) :

نرجع بالزمن، عقود و عقود حزب العمال البريطاني مهما وضع من برامج حسنة النية كلها تنتهي بالفوضى للدولة، إضرابات تلو الإضرابات ومليونيات (مظاهرات)، كان حزب لا يعرف أن يجعل بريطانيا تركع إلي أن انتزع الحكم منه حزب المحافظين بقيادة (المرأة الحديدية) مارجريت تاتشر في مطلع ثمانينات القرن الماضي.

و بقبضة من حديد و ببرنامج تحرير اقتصادي قوي قفزت بريطانيا لقمة اقتصادية بين الأمم مكانتها المالية عالية جدا واحد من المراكز المالية الكونية، بالرغم من تقهقر وضعها السياسي وتأخره جدا.

نجاح المحافظين أوضح أن البريطانيين لا يهمهم من يحكم، حتي الشيطان عنده فرصة، طالما لا يلعب بإعدادات المال، وطالما معيشتهم مضمونة و رخية، درس فطن له حزب العمال بعد سنوات بقيادة المحنك توني بلير، برنامجهم كان “لن نلمس الاقتصاد لكن سوف نحسن كل شيء آخر” كان هذا هو الاختراق، لن يخربوا الاقتصاد ولن يضايقوا الشعب في معايشه. وحدث ما حدث، مسكوا الحكم وبالوردة الحمراء.

مشهد (2):

الولايات المتحدة الأمريكية أكبر قوة اقتصادية في العالم اقتصادها مدعوم بعجز يعني مستلفين من العالم وبالرغم من ذلك كاتمين أنفاس العالم كاوبويات (Cowboys).

جائحة كورونا عرّتهم من كل ادعاءات البطولة مدة الحجر الطويلة جعلتهم يفقدوا أعمالهم ويظهروا عنصريتهم و ينفجروا مليونيات ومليونيات في كل البلد (again) نعم مرة أخرى. أمريكا تثبت أنها هشة كل يوم، لكن رؤسائها يجذبون لها أموال طائلة، قروش الشرق الأوسط غرامات من دول غارقة في الفقر مثل السودان، السودان الذي يجمع الأموال بالشير وعما قريب بالكومنت واللايك، و رؤساء أمريكا في آخر سنة من سنوات الحكم الأربعة يطوفون أرجاء البلد يستقطبون أموال و أموال و أموال لتمويل جولة استقطاب الناخبين.

مشهد (3):

السودان طيلة الـ٣٠ عام الماضية تحت حكومة الإنقاذ كل حركة من الحكومة وراها من يدفع الممول إما السعودية أو الإمارات أو قطر أو دول أوروبية، أو الصين من يدفع كثيرا يكيل الميزان لصالحه، أخيرا !!!

مشهد ختامي..

هناك مقولة المال لا يشتري السعادة لكن بالتأكيد يشتري السياسي و السياسي إن أراد السعادة يقبل اليد التي تحرر الشيك.

كابيش ؟ (هل فهمتم؟ بالإيطالي)، كل الود والتقدير

ابراهيم حمدي

* محرر عمود يومي في فيسبوك بعنوان #الحاصل_والمتحاصل

* و مقدم برنامج ساعة بزنس بالإذاعة الاقتصادية ٨٩ اف ام بالخرطوم

Related posts

Eye Tribe أوكيولوس

الشباب و العمل الحر(Freelance)

التنمر bullying

2 تعليقات

ابراهيم حمدي 2020-07-03 - 6:15 صباحًا
مشكور د. ياسر علي المرور والتعليق.. و درس اللغة الصينية الأول
د. ياسر محمود 2020-07-02 - 8:47 مساءً
حضرة الكاتب قدم لنا ورقة اختبار open book تحوي 3 نماذج متباينة لكنها تؤكد حقيقة واحدة واضحة وضوح الشمس في عز الظهيرة ، و بذلك لم يترك لنا إلا ان نرد على سؤاله الوحيد الوارد في نهاية الورقة بإجابة نموذجية: شي (بالصينية يعني: نعم)
Add Comment

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...