السياسات الخارجية للحكومات العسكرية ج١

 

تمهيد:

إن السياسة الخارجية للحكومات السودانية، المتعاقبه منذ فترة تقرير المصير.. اتسمت بنهج غريب تغيرت فيه السياسات، أو تم اجهاضها طريقة توحي بغياب أي استراتيجية متجانسة ، أو طويله المدى.

فالحكومة الوطنية الأولى برئاسة اسماعيل الازهري التي جري انتخابها تحت شعار “وحدة وادي النيل” في نوفمبر ١٩٥٣م انتهى بها المطاف بتبني الاستقلال الكامل في ديسمبر ١٩٥٥م.

◼️سياسه عبود الخارجية:-

ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻫﻢ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﻋﺒﻮﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻯ، ﻏﻴﺎﺏ ﺃﻯ إﺭﺗﺒﺎﻁ ﻧﺸﻂ أو ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ . ﻭﺣﺎﻓﻆ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺛﻮﺩﻛﺴﻴَّﺔ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺗَّﺒﻌﺘﻬﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ” ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻰ، ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﺔ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺦ .” ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎً ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﻄﻐﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻛﺘﺮﺍﺙ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﺸﺌﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﻇﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻤﻌﺰِﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻜﺎﻟﻰ ﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻣﻨﺮﻭﻓﻴﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ.

ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻰ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ، ﻭﺟﺬﺏ ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺃﻯ ﺟﻬﺔ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻰ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻯ اﺗﺒﺎﻉ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ، ﻭﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻰ.. ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺍ ﺃﻭﻝ ﺑﻴﺎﻥ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﻋﻠﻨﻪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺃﺣﻤﺪ ﺧﻴﺮﻓﻰ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ١٩٥٨مﻓﻰ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ٳﻋﻼﻥ ﺗﺠﺎﺭﻯ، ﻓﻮﻋﺪ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ، ﻭﺍلإﻗﺘﺼﺎﺩﻯ، ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ، ﻭﺧﻠﻖ ﻣﻨﺎﺥ ﻣﻮﺍﺕٍ ﻟﺠﺬﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ، ﻭﺍلإﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺗﺠﺎﺭﻳﺎ ﻣﻊ ” ﻛﻞ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ .”

ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺍﻓﻘﺖ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ، ﻓﻠﺨﺺ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻓﻰ ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ :-

١/ ﺗﺠﻨﺐ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ .

٢/ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺢ ﻭﻗﺮﻭﺽ أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ . ﻭأﻭﺿﺢ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻧﻪ ” ﺭﻏﻢ ﺍﻥ ﻋﺒﻮﺩ ﻳﺘﺒﻊ ‏( ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻰ ‏)، ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﺭﻭﺳﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺼﻴﻦ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ، ﻧﻌﺘﺒﺮ ﻋﺒﻮﺩ ﻳﻌﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ، ﻭﻳﺆﻳﺪ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ، ﻭﺗﻈﻞ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﻗﺮﻭﺿﻪ ﻭﻣﻨﺤﻪ ﺗﻤﻴﻞ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻐﺮﺏ … ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻣﻊ ﺍﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﻮ … ﻭﻳﺘﻌﺮﺽ ﻋﺒﻮﺩ ﻟﻀﻐﻮﻁ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ، ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ ﻟﻴﻨﺘﻬﺞ ‏( ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺤﺎﻳﺪﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ‏)، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻟﻴﺴﻤﺢ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻰ ﺛﻮﺍﺭ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﻮ ‏” ﺍﻧﺼﺎﺭ ﺑﺎﺗﺮﻳﺲ ﻟﻮﻣﻤﺒﺎ ﺿﺪ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻴﻤﻴﻨﻰ ﻣﻮﻳﺲ ﺗﺸﻮﻣﺒﻰ‏” ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﺒﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻓﻰ ﺍﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﺎﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً، ﻭﺳﻴﺎسياً.

◼️السياسية الخارجية مع الولايات الأمريكية المتحدة:-

ازداد التواصل بين البلدين مع اقتراب حصول السودان علي استقلاله ، حيث أرسلت امريكا أول مبعوث لها في السودان بعد تردد في مارس ١٩٥٤م؛ للإشراف علي أول إنتخابات في السودان في إطار استعدادها آنذاك لوراثة النفوذ البريطاني في المنطقة .

وكان الإختبار الثاني للعلاقات السودانية الامريكية هو مشروع المعونة الأمريكية.

ﻓﻰ ٢٩ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ١٩٥٨ أﻛﺪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ إﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻓﺠﺮﺕ ﺃﺯﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻷﻧﻘﻼﺏ، ولرﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎملاً ﻓﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻭﺍﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﻴَّﺰﻳﻦ ﻟﻠﻤﻌﻮﻧﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ . ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍلإﻋﺘﺮﺍﻑ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ لإﻧﺘﻬﺎﺝ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ﻓﻰ ﺻﻼﺗﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺮﺏ . ﻓﻤﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺎلإﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺼﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺣﻮﻝ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻰ، ﻭﻳﻮﻏﺴﻼﻓﻴﺎ، ﻭﺑﻠﻐﺎﺭﻳﺎ، ﻭﺗﺸﻴﻜﻮﺳﻠﻮﻓﺎﻛﻴﺎ ﻭﺑﺤﻠﻮﻝ ١٩٦١ ﺃﺿﺤﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺘﻠﻘﻴﺎ ﻟﻠﻤﻌﻮﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻋﺪﺓ .

ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﺪﻡ ﺍلإﻧﺤﻴﺎﺯ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻋﻠﻨﻬﺎ ﻋﺒﻮﺩ ﻓﻰ ﺃﻭﻝ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﻔﻰ ﻟﻪ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ، ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺮﺗﻴﺠﻴﺔ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﻓﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺍلإﻳﺠﺎﺑﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ‏( ﺑﺎﻧﺪﻭﻧﺞ ‏) ﻓﻰ ﻋﺎﻡ ١٩٥٥، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻤﺎ ﻓﺴﺮﻫﺎ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﺧﻴﺮ ” ﻣﺠﺮﺩ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ” ‏( ﻓﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺫﻛﺮﺕ ﺩﺍﺭﺳﺔ ﺍﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺧﻴﺮ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﻓﺔ؛ ﻭٳﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻜﺲ ﻧﻬﺞ ” ﻋﺶ ﻭﺩﻉ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻳﻌﻴﺶ” )  ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺗﺴﻤﺖ ﺑﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﺒﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ . ﻓﻘﺪ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍلأﻣﺮﻳﻜﻰ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ليأخذ اﺫﻧﺎً ﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﺘﺎﺩﺍ ﺣﺮﺑﻴﺎ ﺑﻌﺒﻮﺭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﻯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻰ؛ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ : ” ﻋﻠﻰ ﺃﻯ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺳﺘﺤﻠﻖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ؟ ” ﺭﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﺤﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻋﺎﻝ . ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺧﻴﺮ ” ﻫﻞ ﺗﻈﻦ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍً ﺳﻴﻨﻈﺮ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻳﺮﻯ ﻃﺎﺋﺮﺗﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺄﺗﻮﻥ، ﻭﺗﺰﻋﺠﻮﻧﻨﺎ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻠﺒﺎﺕ؟ ” ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺘﺤﻮﻁ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ . ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻥ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺷﻔﻬﻴﺔ . ﻭﻳﺬﻛﺮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ أن ﻃﻠﺒﺎً ﻣﺸﺎﺑﻬﺎً ﻣﻦ ﺍلإﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻰ ﻗﺪ ﺗﻢ ﺭﻓﻀﻪ لأن ﺍﻟﺮﻭﺱ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﺘﻔﺘﻴﺶ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﻫﺒﻮﻃﻬﺎ ﻓﻰ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﺠﻬﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ‏.

لقد شجعت زيارة عبود للولايات المتحدة في عام ١٩٦١م، تطور العلاقات الثنائية، وكذلك فعلت زيارته للإتحاد السوفيتي في العام ذاته، وزيارة (شوين لاي) للسودان في يناير ١٩٦٤م، ولكن تلك الزيارات لم تعن أكثر من إبراز شهادة بعدم الإرتباط من دون أن يرقي ذلك إلى ممارسة للحياد بمفهومه الإيجابي، كبديل ثالث في العلاقات الدولية للإستقطاب الثنائي، لكتلتي الغرب والشرق.

Related posts

إشكالية إدارة التنوع الثقافي في السودان

الديمقراطية للديمقراطيين

جرائم عبر القرون ج (10)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...