السياسات الخارجية للحكومات العسكرية (ج٧)

سياسة جعفر نميري الخارجية (١٩٦٩_١٩٨٥م)

 

السياسية الخارجية مع دول إفريقيا (إثيوبيا ):-   
تعتبر العلاقات السودانية الإثيوبية هي علاقات أزليه ترتبط بالنواحي الإجتماعيه والثقافية والسياسية والإقتصادية؛ وبعد إستقلال السودان تأرجحت العلاقات وأصبح يسودها الإستقرار تارة وعدم الإستقرار تارة أخرى ، وذلك نتيجة تبني أنظمة مختلفة .


تأثرت العلاقات السودانية الإثيوبية بمشكله الجنوب كثيراً وأسباب ذلك أزمه عدم الثقه أدت إلى تردي الأوضاع بين البلدين.. رغم ذلك أسهمت إتفاقية أديس أبابا في تحسين وتطوير علاقات البلدين نسبة لإسهام إثيوبيا في تحقيق تلك الإتفاقية .
واختير الإمبراطور هيلاسلاسي راعياً لأنه كان يعتبر رمزاً وأباً روحياً للوحدة الإفريقية، والرجل الحكم في القارة لذلك هو الأنسب للتوسط بجانب علاقاته الجيدة مع الحكومة في السودان ، ومن ناحية أخرى فإن إثيوبيا سعت لإنجاح الإتفاق لأنه يكسب إثيوبيا صداقة السودان في حدودها الغربيه والشمالية، ولأنه يركز أنظار العالم عليها مما يحقق لها مكاسب سياسية، ودبلوماسية عظيمه ويتيح لها حل مشكلة إريتريا علي شق ما توصل إليه السودان في الجنوب.


بعد توقيع إتفاقية أديس أبابا تطورت العلاقات السودانية الإثيوبية نسبة لإستضافة الإمبراطور هيلاسلاسي المحادثات التي قادت الي إتفاق وإنتهاء أسباب تدهور العلاقات السودانية الإثيوبية المتمثلة في وجود معسكرات الأنانيا علي الأراضي الإثيوبية.


وكانت العلاقات بعد الإتفاقية علي درجة عالية من المرونة والتعامل الطيب؛ وقد تبودلت الزيارات في تلك الفترة بين قيادات البلدين كما شارك الإمبراطور في إحتفالات الذكري الأولى للإتفاقية في مدينة واو بجنوب السودان.

ولكن بسقوط النظام الإمبراطوري وعلا رئاسة إثيوبيا (امان عندوم) وجه السودان دعوة لقادة الثورة الإريترية وطالبوا بفتح مكاتب لهم في الخرطوم وإستجاب السودان لطلبهم ، بغرض التوسط وأن يكون السودان له التأثير علي الطرفين بصورة متوازنة .

أمان عندوم

العلاقات بين البلدين بعد إنقلاب مانغستو هايلا ماريام:-

مانغستو و فيدل كاسترو

بعد إنقلاب مانغستو ١٩٧٤م تبني فيه الدولة الإشتراكية الماركسية لنظام الحكم في إثيوبيا وبدأ الوجود السوفيتي في القرن الأفريقي؛ ومنذ ذلك الحين ركز الإتحاد السوفيتي في تحسين علاقاته مع إثيوبيا، وتحول السودان من الشرق إلى الغرب بعد إنقلاب ١٩٧١م .
وبعد تحول الإثيوبي تجاه الشرق أصبح الغرب يتعامل مع النظام الإثيوبي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية بحجة التاريخ وأن إثيوبيا جزيرة مسيحية محاطه ببحر إسلامي معادي.

Related posts

إشكالية إدارة التنوع الثقافي في السودان

الديمقراطية للديمقراطيين

جرائم عبر القرون ج (10)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...