◼️سياسة جعفر نميري الخارجية (١٩٦٩_١٩٨٥م) :-
بعد وقوع البلاد تحت حكم عسكري و الإستيلاء على السلطة بقيادة جعفر نميري واجه نظام نميري المعارضة، و كثير من المحاولات الإنقلابية التي كان أشهرها إنقلاب الشيوعيين عليه في عام ١٩٧١م بقيادة الرائد هاشم العطا وآخرون ، و حركة العميد شنان ، وكذلك المحاولة الإنقلابية للمقدم حسن حسين عثمان في عام ١٩٧٥م.
تأرجحت سياسة السودان الخارجيه تارة شرقاً وتارة غرباً. وقد حاول السودان منذ إستقلاله في عام ١٩٥٦م إقامة دعائم ثابتة لسياسته وعلاقاته الخارجية مع الدول المختلفه تقوم علي مبادئ عدم الإنحياز لأي من القطبين بإنضمامه لمنظومة دول عدم الإنحياز، وبإتباعه سياسة خارجية معلنه تؤكد مبدأ عدم الانحياز ، غير أن الفترة من (١٩٦٩١٩٨٥م) شهدت أهم التحولات السياسية في علاقات السودان الخارجية وتمحورها و إنحرافها عن المبدأ العام لعدم الإنحياز، و تجاوزه للميول نحو الشرق تارة في الفترة من ١٩٦٩ ١٩٧١م والإنحراف السريع نحو الغرب مرة في الفترة من ١٩٧٢_١٩٨٥م .
أظهرت فترة مايو في بدايات عهدها موقفاً معادياً للإمبريالية، ومناصراً لحركات التحرر الوطني وخاصة العربيه منها وقد أكد ذلك. الموقف رئيس الوزراء السيد بابكر عوض الله حيث قال :
( وفي المجال العربي ستعمل حكومه الثورة بإدراك تام لإرتباط شعبنا المصيري بقوى الثورة العربية إرتباط أصل وإنتماء ووجود كيان ، وعليه فان حكومة الثورة ستعمل علي خلق الروابط والعلاقات الإقتصادية ، والعسكرية، والثقافية مع الدول العربية بهدف تقوية قاعدة الأمه العربية في نضالها المرير ضد الإستعمار الحديث والصهيونية ).
◼️ السياسية الخارجية مع دول شمال افريقيا :-
هذه التغييرات المحورية أدت لتغيير سياسة السودان الخارجية مع بعض البلدان العربيه والأفريقية بطريقة حادة؛ نتج عنها عدم إستقرار واضح في علاقات السودان مع شمال افريقيا، وتأثرها سلباً وايجاباً حسب موقعها من قطبي النظام العالمي.
فمثلا على إثر تقارب السودان مع الكتلة الإشتراكية وبخاصة الإتحاد السوفيتي تدنت علاقات السودان مع المملكة المغربية ، كما انتعشت كثيراً عندما تحول السودان نحو الكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فيما بعد عام ١٩٧١م ومن جهة أخرى تأثرت سلباً علاقات السودان بليبيا، ووصلت الصراع المكشوف في ظل التقارب الأمريكي السوداني المصري ، ولم تتحسن إلا بعد سقوط النظام المايوي في عام ١٩٨٥م.