سياسة عمر البشير الخارجية:-
العلاقات مع دول الجوار الإقليمي :
لم تأل الخرطوم جهداً في تعكير علاقاتها مع جوارها الإقليمي والمنظمات الدولية والإقليمية بسبب إلتباس وتأرجح سياستها الخارجية؛ وخسر السودان كثيراً بسبب سوء علاقته مع دول الخليج بما يقارب عقدين من الزمان ، من خلال إزدواجية الموقف الرسمي الرافض للغزو العراقي للكويت.
السعودية:-
ونتيجة لهذه السياسة العرجاء بات السودان محسوباً على المحور المساند للعراق، وتبعاً لذلك فقد تدهورت علاقته مع مصر وعدد من دول شمال أفريقيا بجانب كل الدول الخليجية ، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على المواطن السوداني مباشرة.
وكان موقف السودان بجانب إيران خصماً لعلاقته بالسعوديه أكبر دول الخليج ،ولعل حادثة منع عبور طائرة الرئيس البشير الأجواء السعودية في طريقها إلى إيران وعودتها إلى الخرطوم ، كانت تطوراً خطيراً عكس عمق الأزمة بين البلدين وغضي الرياض من علاقة الخرطوم بطهران ، وكان البشير ينوي حضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني في أغسطس ٢٠١٣م .
مصر:-
لم تكن العلاقة مع مصر ، أكثر الدول التي ترتبط بعلاقات تاريخية مع السودان، وكثيراً ما توصف بأنها علاقات إستراتيجية ، رغم أن للسودان عواطف حقيقية تجاه حركة الإخوان المسلمين التي يناصبها الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي العداء فإن الخرطوم وهي محاولة كسر طوق الحصار الخارجي سعت لخطب ود القاهرة بقيادتها الجديدة ، وقال الرئيس البشير “أننا نقف مع مصر في مكافحة الإرهاب “.
ومن ناحية أخلاقية لم يستحسن الكثيرون تلك الهرولة وقول وزير الخارجية السوداني حينها في سياق هذه الهرولة ” أن علاقة بلاده بمصر توترت في عهد مرسي أكثر مما توترت في عهد حسني مبارك لأن كثيراً من الملفات التي كان متوقعاً أن تنهيها الثورة لم تستطيع حكومة مرسي أن تفعل فيها سيئاً على الإطلاق “.
بيد أن القاهرة لم تكن بنفس الحماس رغم عزلتها داخلياً وخارجياً ، وعكست زيارة البشير إلى القاهرة في ١٨ أكتوبر ٢٠١٤م ذلك البرود ، فكانت نتائجها محبطة، فالبشير قال عن الزيارة “لقد اتفقنا على تأجيل القضايا الخلافية وعدم مناقشاتها ، لأننا قد لا نتفق إذا ما بدأنا بها وقضية حلاليب ليست جديدة ، والخلاف حولها مستمر ١٩٥٨م لذلك فضلنا عدم مناقشتها ” هذا أمر خصم علي الموقف السوداني من تلك القطعة المتنازع عليها ، إذ أن مصر تضع يدها بالكامل علي المثلث منذ عام ١٩٩٥م وقد قطعت خطوات متسارعة في تمصير وفرض الأمر الواقع فحتى إذا ما تنازلت مصر مستقبلاً قليلاً واقترحت استفتاء على أهالي المثلث ستكون النتيجة حتما لصالحها .
وعلى وجه العموم هنالك تناقضات كثيرة في واقف البلدين ، فبينما تقف القاهرة فيما يتعلق بجنوب السودان مع الرئيس سلفاكير، بينما تدعم الخرطوم زعيم المتمردين رياك مشار. أما فيما يتعلق بسد النهضة فالخرطوم أقرب إلى إثيوبيا من مصر.