سياسية عمر البشير الخارجية:-
شكل التذبذب في المواقف واضطرابها السمة البارزة في السياسية الخارجية، فتحولت حكومة الخرطوم من التأييد المطلق لإيران وسياساتها إلى النقيض تماماً فقامت في ٢سبتمبر ٢٠١٤م بإغلاق جميع المراكز الثقافية الإيرانية في السودان ، وأمهلت الملحق الثقافي الإيراني ودبلوماسيين آخرين ٧٢ ساعه لمغادرة البلاد.
وظلت الخرطوم تتجاهل كل النصائح بشأن علاقتها مع إيران وضرورة الإقتصاد فيها، وعدم التعويل عليها لا إقتصادياً أو حتى سياسياً وأضاعت الخرطوم سنين عددا، وهي سادرة في علاقاتها مع طهران وهي تحصد هشيماً تذروه رياح سوء التقدير .
ولعل علاقة الخرطوم بالولايات المتحدة الأمريكية شكلت أكبر التحديات التي واجهت نظام للرئيس عمر البشير على مر سنوات عمره، وبلغت ذروة سوء العلاقات بالقصف الأمريكي لمصنع الشفاء في أغسطس ١٩٩٨م بتهمة ضلوع السودان في حادث تفجير السفارتين الأميركيتين في كل من نيروبي ودار السلام.
حاولت الخرطوم استغلال أحداث سبتمبر ٢٠٠١م مبدية تعاوناً استخباراتياً كبيراً فيما أسمته واشنطن بالحرب على الإرهاب ، ولكن واشنطن لم تدفع ثمن ذلك.
وبدا تصاعد حجم التوتر بين البلدين في فترة الرئيس الأسبق بيل كلينتون حين وضع اسم السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب في ١٩٩٣م، وتلت ذلك قرارات المقاطعة الإقتصادية في ١٩٩٧م ، وتأثرت علاقات الخرطوم مع الدول الأوربية سلباً بتدهور العلاقة مع واشنطن مما ضاعف آثار المقاطعة والعزلة .
بذلت الخرطوم جهوداً حثيثة لتحسين علاقاتها مع واشنطن لكنها كانت دائما سراباً حسبته ماءً .
ولا يستقيم ظل العلاقات وعود الأوضاع أعوج ، فرئيس البلاد ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية فيما تواجه البلاد ٦٢قراراً من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع ، مع استمرار الحروب الداخلية في دارفور، والنيل الأزرق، وجبال النوبة فضلاً عن انعدام الديمقراطية، وحقوق الإنسان وحرية واستشراء الفساد الحكومي.