بقلم : فاطمة أمين
¤ صمت وهدوء أصاب الشارع السوداني عقب قرار رفع اسم السودان رسمياً من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، إذا كان من المتوقع أن يخرج الشعب السوداني احتفالاً بهذا القرار الذي انتظره منذ عشرات السنين ولكن ما حدث أن المواطنين قابلوا القرار بالبرود وعدم المبالاة، بل منهم من لا يدري اذا تم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حقاً أم لا، ربما اثرت الضائقة المعيشية الخانقة في ردة الفعل الباردة بشأن هذا القرار المهم في تاريخ السودان ، فالشعب السوداني يقضي نصف يومه في صفوف الخبز والوقود والنصف الاخر في العمل من أجل كسب بعض الجنيهات لسد الاحتياجات اليومية المفروضة عليه.
¤ ظل السودان منذ العام 1993م ضمن قائمة الإرهاب التي ساهمت في تدهور الاقتصاد بالبلاد،اذ حرم من التعاملات البنكية والمصرفية، وساهم الحظر القانوني الذي يمنع المساعدات الامريكية ويقود الى إعفاء السودان من الديون الى وضع بصمته في خلق الضائقة المعيشية ، منع السودان ورغم الموارد التي يتمتع بها وطبيعته الجاذبة من جذب المستثمرين الأجانب الذي كان سيساهم بشكل كبير من تحسين الوضع الاقتصادي بالبلاد.
¤ ماذا بعد الحظر؟
سؤال تبادر على الاذهان مباشرةً بعد اعلان خروج السودان من تلك القائمة ، إذ وصف الشارع السوداني وخاصةً الطبقة الكادحة منهم القرار بغير المجدي اذا لم يؤثر في انفراج الضائقة الاقتصادية التي تفاقمت في الآونة الاخيرة، فما يهمهم هنا ان يساعد القرار في تخفيض أسعار السلع الاستهلاكية وتوفر الوقود والخبز والكهرباء من أجل حياة طبيعية خالية من مشاق طوابير الخبز و الوقود وقطوعات الكهرباء والمياه وانعدام الدواء وانتشار الأمراض والفقر.
¤ في ذلك تحدث اليوم موقع أمريكي بشأن السودان وأكد التزام بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي بإزالة مخاوف المستثمرين الأمريكيين بتقديم ضمانات لهم بشأن حصانة السودان، واكد الموقع ايضاً دعم امريكا للقمح وسلع أخرى لمدة أربع سنوات قادمة بقيمة ثلاث مليار ونصف دولار.
¤ ختاماً ظل الشعب السوداني يعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية لذلك فهو يأمل و بشكل كبير أن ينفذ القرار على أرض الواقع وليس في الورق ، وتنعكس ايجابياته في تحسين معايش الناس.