كوش
كانت في بدايتها اقليمياً إدارياً تقع بعد الشلال الثاني إلى الجنوب وتنتهي في الشلال الثالث وربما إلى الجنوب قليلاً، فعلى أي حال لم تكن أبعد من كرمة وظهرت ضمن 29 إمارة صغيرة إلا أنها تمددت فيما بعد جنوباً حتى الشلال الرابع حيث أطلق الاشوريين للملك ترهاقا بالملك الكوشي وهذا يعضد ما ذهبنا إليه.
وكذلك في حقبتي نبتة و مروي إستمر إستخدام الإسم كوش في الوثائق الرسمية مثل ألواح الملك بعانخي وتهارقا ولوح الإنتخاب للملك أسبلتا وحرسيوتف وناستاسن، وكذلك ورد في عدد من النقوش الديموطيقية بمناطق النوبة الحالية.
أول ظهور للمسمى كوش وجد في نص بوهين المحفوظ بمتحف فلورنسا بايطاليا ويرجع إلى العام الأول من حكم الملك سنوسرت كما وجد نص آخر في نفس فترة حكم الملك نفسه والذي ذكر فيه إسم كاش أو كاس مرتين في جزيرة فيلة.
كذلك ظهر الإسم كوش في مصادر تؤرخ للدول المصرية الوسطى تناولها الكاتب بوسنر في مقال نشر له في مجلة كوش كما م رصد الإسم في عهد حتشسبوت بمعبدها الشهير في الدير البحري.
ورد ذكر المسمي كوش كذلك في كتاب التوراة وقد تم نسب السودانيين إلى كوش بن حام المذكور في التوراة وكيف أنه لُعن من أبيه فصار أسود اللون، و لم يرد في القران مثل هذه الترهات سوى قصة إبنه العاصي الذي رفض أن يكون معه ونحن بدورنا نشك في هذا النسب، ولا توجد هنالك أدلة قاطعة على هذا النسب ولا تتعدي سوى كونها إسرائليات محرفة.
وردت أصل كلمة كوش في النقوش بصيغة كَس أو كاش ولا توجد أي أدلة تدل على أصل الكلمة سوي من بعض إجتهادات العلماء و إفتراضاتهم المستمرة ولا ندري هل أطلقها الكوشيون على أنفسهم أم أطلقوها المصريين للتمييز بينهم وبين سكان جنوب الوادي.
كما أننا لا ندري هل الأسم كوش تشير إلى بقعة جغرافية معينة وتنسب إلى أرض معينة أم أنها تشير إلى مجموعة عرقية معينة ومحددة.
على أية حال سواء كان إختلف العلماء والمؤرخين والباحثين حول كونها مجموعة عرقية أو بقعة جغرافية محددة سيظل شمال السودان الحالي (حتى الشلال الرابع ) وجنوب مصر خير ممثل لها.