السودان القديم أقاليمه و شعوبه “ج٩”

في ختام سلسلتنا في البدء دعونا نعرض حملات حرخوف الثلاث والتي ذكر فيها بعض أقاليم السودان القديمة وبعدها سنعرج في الحديث عنها

الحملة الأولى :

إن جلالة «مرنرع» سيدي قد أرسلني في الوقت نفسه مع والدي السمير الوحيد والمرتل «أري» إلى إقليم «يام» (مكان مجهول) لنكشف عن الطريق المؤدي إلى هذا الإقليم الأجنبي، وقد قمت بذلك في مدة سبعة أشهر وقد أحضرت كل الهدايا من هناك …
الحملة الثانية :
لقد أرسلني جلالته مرة ثانية وكنت وحدي، وقد خرجت على طريق «إلفنتين وانحدرت نحو «أرثت» و«مخر» و«ترس» و«أرثت» في ثمانية أشهر وقد انحدرت حاملًا محاصيل هذا البلد الأجنبي بكميات عظيمة جدًّا ولم يحدث مرة أن شيئًا مماثلًا قد حمل من هذه البلاد من قبل وقد انحدرت من مخيم رئيس «سثو» و«أرثت» بعد أن إقتحمت مجاهل هذه البلاد الأجنبية.
الحملة الثالثة :
لقد أرسلني جلالته مرة ثالثة إلى بلاد «يام» فخرجت من (منف) متجهًا نحو العرابة المدفونة عن طريق إقليم الواحة وقد وجدت رئيس «يام» الذي كان ذاهبًا ضد بلاد تمحو (لوبيا) لمحاربتها حتى حدود غرب السماء، وقد سرت معه خلفه حتى بلاد «لوبيا» (تمحو) وقد أخضعته إلى أن عبد كل آلهة مليكي. وبعد أن أخضعت رئيس «يام» انحدرت ثانية … حتى «أرثت»؛ وعند حدود «سثو» وجدت رؤساء «أرثت» و«سثو» و«واوات» … وعدت مع ثلاثمئة حمار محملة بالبخور والأبنوس وزيت حنكو وزيت ثاث وجلود الفهد وسن الفيل.

الواوات : وجد منقوشاً في معبد آمون الكبير بالكرنك كما وجد في نقش صخري بالقرب من كورسكو في النوبة السفلى واستمر استخدام الاسم حتى عهد البطالمة ، جغرافياً تقع بين الشلال الأول والشلال الثاني في النوبة السفلى ، انقسمت في فترة من الفترات إلى ثلاث أقاليم من فيلة إلي دكا سميت بالواوات من دكا إلي توشكا سميت بالأرتيج ومن توشكا إلي الشلال الثاني سميت بسيتجو.

يقول حرخوف :

و عندما رأى رؤساء «أرثت» و«سثو» و«واوات» مقدار عظم جنود «يام» وقوتهم وهم الذين انحدروا معي نحو البلاط، بالإضافة إلى الجنود الذين كانوا قد أرسلوا معي فإن هؤلاء الرؤساء قد جلبوا إليَّ هدايا: ثيرانًا وماشيةً صغيرةً وقادوني بطريق جبال «أرثت» وكانت يقظتي بالغة أكثر من أي سمير ومشرف على التراجمة من الذين أرسلوا إلى «يام» قبلي.

إرتج : جاء ذكره في رحلة حرخوف ونصوص المملكة الوسطي المبكرة اختلف العلماء في تحديد جغرافيتها البعض يراها من توماس حسب ما أشار إليه الفرعون بيبي الأول .
سسيتجو : تم ذكره في الرحلة الثانية لحرخوف وجاءت الإشارة إلي اتحادها مع أرتج وواوات تحت حكم وسيطرة واحدة.
في منطقة جبل الجرجاوي بالقرب من كورسكو في نقوش المملكة الوسطي جاء ذكر سينجو.

بحسب أوكنر فإن الأرتج هي حدود عبري –دلقو وسيتجو سكنت مناطق واسعة من دنقلا.

يام : تعتبر رحلات حرخوف أهم مصدر لبلاد يام كما وجدت بعض إشاراتها في عدد من نصوص المملكة المصرية القديمة .
جغرافياً ما زالت غامضة منهم من يراها بالقرب من شندي كأوكونر وآخرون يرونها موقع كرمة وواحة دنقل جنوب غرب أسوان .
اما فركنور فيراها أنها في صحراء غرب النوبة.
الميدجو : جاء ذكرهم في أنشود آمون في نقش للفرعون تحتمس الثاني 1510-1490 ق م وكذلك في نقش معبد الدير البحري .
جغرافياً تم وضعهم في منطقة صغيرة بالشلال الثاني ومنهم من يضعهم من الشلال الثاني حتى تخوم البحر الأحمر ومنهم من يرى أنهم أسلاف البجة.
استمر استعمال الاسم حتى عصر الدولة الوسطي والميدجو يعني رجل الشرطة أو حارس الصحراء بالمصرية القديمة.
كرمة : إرتبطت بمنطقة يام القديمة وظهرت خلال الأسرة 12 بعد أن بنوا عليها سلسلة من القلاع لتأمين تجارتهم في عهد المملكة الوسطى وقد ازدهرت تجارتهم مع النوبة العليا خلال تلك الفترة .
نبتة : تقع عند منطقة الشلال الرابع وظهرت لأول مرة في نصوص الأسرة الثامن عشر وإستمر إستخدام الاسم حتى نهاية مملكة كوش وتميزت بأنها كانت مركزاً سياسياً ودينياً هاماً .
مروي : تعتبر آخر مراحل الحضارة النوبية وبداية إنهيارها ونسب الاسم إلي مروي المنطقة وهي منطقة البجراوية الحالية كما نسبت إليها كذلك اللغة بمسمي اللغة المروية وتشمل البطانة والنقعه والمصورات ( مروي القديمة ليست هي مروي الحالية).
دوديكا شينوس : ظهر الاسم في عهد البطالمة وقد عثر النقش علي صخرة بجزيرة سهيل وتمتد من أسوان حتى عكاشة.
دودي كاسخوينوس ، تراي كونتا سخوينوس بمعنى أرض الإثني عشر خوينوس كلمة خوينوس ربما وحدة قياس.
المريس : تقع في النوبة السفلي وذكرت في المصادر العربية المتأخرة كابن سليم وغيره.
نوباتيا : هي المنطقة الواقعة بين الشلال الأول والشلال الثاني وعاصمتها فرس.
المقرة : أو (ماكوريا) وهي إحدى الممالك النوبية المسيحية وعاصمتها دنقلا العجوز .
علوة : وتعرف كذلك بألودا وهي من الممالك المسيحية في السودان وكانت عاصمتها في سوبا وقد ورد ذكرها لأول مرة في السجلات التاريخية في عام 569 م كانت آخر الممالك النوبية الثلاث التي دخلت المسيحية في عام 850م.

Related posts

إشكالية إدارة التنوع الثقافي في السودان

متحف محمد نور هداب

الديمقراطية للديمقراطيين

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...