جميعنا هذه الايام نستمتع بهذه الاجواء البهية ، التي تحتوينا بنسائم منعشة ، هواءا نقيا يداعب انفاسنا ، نستنشق نفحاته ارجوانية الطعم ، سماوية الافق، حرة المنتهى ، رائحة مبهجه تجوب ربوع بلادنا لتبعث فينا السعاده والرضا .
في الواقع وجد العلماء مؤخرا تفسيرا علميا منطقيا لهذه الظاهرة ، حيث اكتشفوا ان هذه الرائحة ما هي الا مزيج من زيوت عطرية تنتجها النباتات اثناء فصل الجفاف ونواتج مركبات عضوية تكونها نوع من البكتريا تسمى الاكتينو بكتريا (الشعاويات) .
حيث تنشط هذه البكتريا بعد هطول المطر وتعمل على تحليل المركبات العضوية الميتة والمتحللة الموجودة في التربة وتحويلها لمركبات بسيطة من بينها مركب عضوي يسمى الجيوسمين وهو المركب الرئيسي المسؤول من هذه الرائحة () .
Geosmin
البنية الكيميائية المعقدة لمركب الجيوسمين تجعله ملحوظا لدينا ويمكننا استنشاقه حتى عند مستويات منخفضة جدا حيث يمكننا استنشاقه لكل تريليون من جزيئات الهواء النقي ، تنتشر هذه الرائحة في اتجاه الرياح وبالتحديد اذا كان هطول المطر كثيرا بما يكفي مما يعطينا اشارة ان هناك مطرا قد هطل في هذا الاتجاه ، وتقل هذه الرائحة كلما ارتفعت درجات الحرارة وزاد الجفاف .