التاريخ يعيد نفسه وما أشبه الليلة بالبارحة فلا جديد يذكر وكل القديم يعاد، لا نحرك ساكنا بل مكاننا سر أو لنقول أن خطواتنا الكبيرة والسريعة تتجه إلى الوراء دائماً، لدرجة أننا إن صارعنا الفشل غلبناه لأننا بفشلنا صرنا أقوياء وحلينا مكانه وإن واجهنا الجهل انتصرنا عليه بسهولة، فتراجعنا المستمر جعل من الجهل خصماً ضعيفا أمامنا.
من ينظر إلى الواقع السوداني السياسي والإقتصادي والإجتماعي فلا يرى فيه جديدا سوى الأزمات تلو الأزمات وفي قاموس الحكومات في بلادي لا توجد حلول، فقط نهتم بخلق الأزمات ونتنافس عليها، فالسياسيون والأحزاب والحكومات التي مرت على السودان إلى الآن مجرد كوارث غير طبيعية وكأنهم بلاء على الشعب قد لا ينتهي قريباً، ومع كل صباح جديد يشتد البلاء.
أحاول جاهداً أن لا أكون محبطا لنفسي ولغيري ولكن بالواقع المعاش وحكم المنطق وشهادة التاريخ لا يوجد ما يبشر بفرج قريب ولا نصر بعيد فقط هو الله قادر على كل شيء.
بالرغم من أننا شعب تنازل عن كل الأحلام والطموحات والآمال والتطلعات ورضي بالقليل، فالشعب لم يطلب ناطحات السحاب ولا أكبر الطرقات ولا أعلى الأبراج، فقط هي الحياة الكريمة التي يبحث عنها منذ عقود وسنوات.
فقد ظللنا لسنوات طويلة بعد الإستقلال وما زلنا نبحث عن الذات وعن الحياة البسيطة التي تتوفر بالقليل من الموارد التي تمتلكها أرض السودان، ولكن دائما ما تأتي رياح الحكومات بما لا تشتهي سفن الشعوب.
فشل أمني وسياسي يتبعه فشل إقتصادي كبير، فالصراع مع الدولار الذي ذكره حميدتي ما هو إلا مسرحية جديدة من مسرحيات تغييب وتسطيح الواقع في برنامج الإصلاح الإقتصادي الوهمي الذي تكونت له اللجان تلو اللجان.
فالكل بات يعلم أن خدع المصارعة هذه مجرد تمثيل وليست حقيقة كما كانوا يعتقدون.
ومنذ متى كانت المطاردات والتبليغ والمصادرة هي الحل لأزمة إقتصادية، راعي الضأن في الخلا يعلم أن حلها الوحيد في الوفرة والإنتاج ثم التصدير.
منذ تفاقم الأزمة الإقتصادية في السنوات الأخيرة لعهد الإنقاذ لم تتوفر لها الحلول العلمية والمنطقية، تكرار نفس الأخطاء ذات الحلول المؤقتة والتي تزيد من تفاقم الأزمة واتساع فجوتها بندرة السلع و فوضى الأسعار.
الصراع والتوتر الذي تشهده الحدود مع الطرف الإثيوبي مسؤولية من؟ ومن المستفيد؟
الدولة السودانية ليست لها مصلحة فيما يجري بالحدود مع إثيوبيا ولا هو التوقيت المناسب لخلق نزاع أمني مع الجارة إثيوبيا لذلك تبدو أنها مصالح شخصية تخدم سياسات هنا وهناك.
دعوات للخروج والتظاهر في 30 يونيو قسمت الشعب إلى فريقين، فريق يعلم أنه لا جدوى من الخروج والتظاهر، فلو كانت تأتي أكلها لأتته حين مات الشهداء في الطرقات، صحيح تغيرت الكراسي والوجوه ولكن بقي الحال كما هو عليه، بل أسوأ من ذلك.
وفريق متخبط يتبع الناس أينما خرجوا إيمانا منهم بالخروج والإطاحة بحكومة قيل أنها لفترة إنتقالية !
لتظل سياسات الحكام في الدول التي لا تمتلك قرارها، مصالح أصحاب القرار أولا ثم المصالح الشخصية ثانيا وما تبقى للشعوب، إن كانت على قيد الحياة.
ذهبت شلة كانت حاكمة بتوجيهات مخابرات الدول الأخرى وأتت شلة تبدو حاكمة تساعد من يحكمنا حقيقة ويصنع قرارنا فضاع الوطن بين مخابرات واختراقات الغير وسياسيين عديمي الضمير والساقية لسه مدوره.
الى لقاء
10 تعليقات