آمنة جاد
¤ هو إحدى مرادفات زواج القاصرات بالمعنى الشائع، والزواج المبكر يضم الإناث والذكور على حد سواء، ولكن النوع الشائع والأكثر ممارسة هو زواج الفتيات في الصغر بنسبة تفوق الذكور، وغالبا الفتيات اللاتي يُزوجنَ بصورة رسمية أو غير رسمية زواج مبكر، تنتمي عائلاتهن إلى مجتمع اقتصادي متدني وغير متعلم.
زواج الأطفال قد كان منتشراً على مر العصور البشرية، ومازال اليوم منتشراً بصوره واسعة في المناطق النامية والغير متطورة حول العالم كأجزاء من إفريقيا وجنوب آسيا وأمريكا اللاتينية، لكن مع قدوم القرن العشرين إنخفضت هذه الممارسة التي أصبحت غير مقبولة في كثير من أنحاء العالم، ووفقاً للدراسات التى أجراها صندوق الأمم المتحدة للسكان فإن أغلب الزيجات التي تتم تكن بدافع الفقر و وإبرام صفقات الممتلكات والأراضي والحفاظ على شرف الأسرة والخوف من العنوسة والحفاظ على الحياة الجنسية للفتاة والتحكم بها، وأيضا إنعدام الأمن خاصة تحت ظروف المجاعات والحروب، بجانب العادات والتقاليد في بعض المناطق وأحيانا الدين.
وإندراجاً تحت الدراسة التي أجرتها جمعية اليونيسيف فإن أفريقيا هي أكثر القارات معدلاً في ارتفاع نسبة زواج الأطفال، حيث أن ( ٧٠٪ ) من الفتيات في إفريقيا تزوجن تحت سن الثامنة عشر وتشير الدراسات أيضا إلى أن الفتيات في وسط وغرب إفريقيا هن أكثر عرضة للزواج في مرحلة الطفولة.
¤ إن الآثار السلبية التي تندرج تحت الزواج المبكر هي كثيرة النواحي، فمن الناحية الصحية أشارات بعض الدراسات الطبية أن جسد الأطفال لن يكن بقابل لتحمل الممارسات الجنسية، وخصوصا الحمل المبكر الذي ينتهي غالبا بوفاة الطفلة تحت آثار الولادة، فالفتيات تحت سن ال ( ١٥ ) عرضة للوفاة ( ٧ ) مرات عند الولادة مقارنة باللاتي يكبرنهن سناً، كما يؤثر على الجنين فغالباً الأجنة من الأمهات دون سن ال ( ١٨ ) يعانون من قلة الوزن.
بجانب من أن الفتيات اللاتي يُزوجنَ في مستوى تعليمي متدني هن أكثر عرضة للعزل الإجتماعي والعنف المنزلي مقارنة بالنساء المعلمات والمتزوجات في سن البلوغ، ويمكن لذلك العزل وعدم الدعم الإجتماعي يؤثر على الصحة النفسية مسبباً الإكتئاب .
كما أن الفرق العمري بين الزوجين يؤدي إلى العنف المنزلي والإغتصاب، ومن الناحية الإجتماعية فإن زواج الأطفال يؤثر على تقدم وتطور الدولة، فينخفض تعليم الإناث وبالتالي عدم مشاركتهن في سوق العمل و لاحظ بعض الباحثين والناشطين أن المعدلات المرتفعة لزواج الأطفال تمنع تقدمًا كبيرًا نحو كل من الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية والجهود العالمية للحد من الفقر بسبب آثاره على التحصيل العلمي والمشاركة الإقتصادية والسياسية والصحية.
في الغالب يؤدي زواج القاصرات إلى إنهاء حياة الفتيات التعليمية، كما أن الغير متعلمات هن الأكثر عرضة للزواج في سن صغيرة.
وبحسب الدراسات إن الفتيات اللاتي لم يتلقين سوى تعليم إبتدائي فقط هن أكثر ميلاً مرتين للزواج قبل سن ( 18 ) مقارنةً باللواتي حصلن على تعليم ثانوي، والفتيات دون تعليم أكثر ميلا 3 مرات للزواج قبل سن الثامنة عشر، يمنع الزواج المبكر الفتيات من إكمال تعليمهن.
وقد أقيمت وأنشئت الكثير من المبادرات الدولية لمنع زواج الأطفال والدفاع عن حقوقهم، فعُين يوم ( ١١ ) أكتوبر من كل عام هو يوم الفتاة العالمي وفي يوم ( ١١ أكتوبر ٢٠١٢ ) عقد اليوم العالمي للطفلة الذي يهدف إلى إنهاء زواج القاصرات نهائيا.
فبالتالي إرتفاع مستوى التعليم والوعي الإجتماعي يساعد بصورة واضحه في إندثار هذه الظاهرة التي تسير في اضمحلال وضمور.