الرعاية الصحية الأولية وتختصر بـ “PHC” من مفاهيم السياسة الصحية التي ظهرت بعد مؤتمر ألما آتا الذي أُقيم في الإتحاد السوفيتي السابق في سبتمبر ١٩٧٨م، حيث يتضمن الخدمات الصحية الشاملة والأساسية الميسرة لجميع الأفراد والأُسر في جميع المجتمعات والمعتمدة على وسائل وتقنيات صالحة عملياً، وسليمة علمياً، ومقبولة إجتماعياً وبمشاركة تامة من المجتمع وأفراده، وبتكاليف يمكن للمجتمع والدول توفيرها في كل مرحلة من مراحل التطور.
جوهرها هو توفير الرعاية للأفراد فيما يخص الإحتياجات الصحية طوال فترة حياتهم، ولا تقتصر على مجموعة من الأمراض المحددة، وتضمن الرعاية الصحية الأولية حصول الأشخاص على رعاية شاملة تتراوح بين التوعية والوقاية إلى العلاج وإعادة التأهيل والرعاية الملطفة كأقرب ما يمكن إلى بيئة الناس اليومية.
أساسيات الرعاية الصحية الأولية:
١- التوزيع العادل للخدمات الصحية بين الريف والمدن وبين المدن نفسها.
٢- المشاركة المجتمعية: مشاركة الأفراد في وضع الخطط والبرامج وتنفيذها.
٣- التنسيق بين القطاعات ذات الصلة بالصحة.
٤- إستخدام التكنولوجيا المناسبة.
عناصر الرعاية الصحية الأولية:
١- التثقيف الصحي: وهدفه توعية الأفراد والمجتمعات تجاه الصحة وأهميتها.
٢- برنامج التحصين: تحصين الأطفال أقل من عام ضد أمراض الطفولة الستة والأمراض المعدية.
٣- برنامج الأمومة والطفولة: هدفه تقليل أمراض ووفيات الأمهات نتيجة الحمل والولادة والنفاس من خلال توعية النساء في سن الحمل والإنجاب بضرورة التحصين ضد مرض تاتنوس حديثي الولادة والكشف المتواصل خلال فترة ما قبل الولادة- Pre- natal care، وفي فترة الولادة- anti- natal care، وفي فترة ما بعد الولادة- post- natal care.
٤- برنامج التغذية: لضمان التغذية الجيدة لتجنب الإصابة بأمراض سوء التغذية.
٥- إصحاح البيئة وتوفير مياه صالحة للشرب.
٦- علاج الأمراض المستوطنة والشائعة.
٧- علاج الإصابات والحالات الطارئة وإجراء العمليات الجراحية الأساسية.
٨- توفير الأدوية الأساسية.
أهمية الرعاية الصحية الأولية:
١- إن الرعاية الصحية الأولية في وضع جيد يؤهلها للإستجابة للتغيرات الإقتصادية والتكنولوجية والديموغرافية السريعة، التي تؤثر جميعها على الصحة والرفاهية.
٢- الرعاية الصحية الأولية هي وسيلة بالغة الفعالية والكفاءة لمعالجة الأسباب والمخاطر الرئيسية لسوء الصحة، فضلاً عن التعامل مع التحديات الناشئة التي تُهدد الصحة في المستقبل، كما تبين أنها إستثمار ذو قيمة جيدة، بالنظر إلى الشواهد الدالة على أن الرعاية الصحية الأولية الجيدة تحد من إجمالي تكاليف الرعاية الصحية وتحسين الكفاءة من خلال تقليل حالات دخول المستشفيات، ويستدعي التعامل مع الإحتياجات الصحية المتزايدة التعقيد إتباع أسلوب متعدد القطاعات تُدمج فيه السياسات الهادفة لتعزيز الصحة والوقاية مع وضع حلول تستجيب للمجتمعات المحلية وتقديم خدمات صحية تتمحور حول الأفراد، وتشمل الرعاية الصحية الأولية أيضاً العناصر الأساسية اللازمة لتحسين الأمن الصحي ودرء التهديدات الصحية مثل الأوبئة ومقاومة مضادات الميكروبات من خلال إتخاذ التدابير مثل المشاركة المجتمعية والتعليم، والوصفات الطبية الرشيدة، ومجموعة أساسية من وظائف الصحة العمومية الأساسية بما في ذلك الترصد، ويساهم تعزيز الأنظمة على مستوى المجتمعات المحلية ومستوى المرافق الصحية الطرفية في بناء القدرة على الصمود، وهو أمر بالغ الأهمية لتحمل الصدمات التي تصيب النظام الصحي.
٣- إن تقوية الرعاية الصحية الأولية أمر ضروري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة والتغطية الصحية الشاملة وسوف يُسهم ذلك في تحقيق أهداف أخرى تتجاوز نطاق هدف الصحة الجيدة والرفاهية، كالتي تتعلق بالقضاء على الفقر والقضاء التام على الجوع والتعليم الجيد وغيرها من الأهداف.