بقلم يزيد عبد الله الهواري
كثيرٌ من الناس يرى إختلافاً كبيراً بين غناء الطمبور والربابة، إذ تعتبر آلة الطمبور هي نفسها الربابة التي تستخدم عند قبائل في غرب السودان ومناطق أخرى، لكن يمكن أن يختلف شكل الغناء بها من منطقة إلى أخرى كما هو الحال الآن بين الطمبور عند النوبيين ومناطق الشايقية عموماً ومناطق أخرى، كيف لا ويعد الطمبور عندهم وإن إختلف النطق في الأحرف (طمبور أو طنبور) الأوكسجين الذي يستنشقه أهالي تلك المناطق منذ أزمانٍ بعيدة جداً، وفعلاً عندما دخلت آلة الطمبور حيز الأغنية السودانية في العام 1928 وذلك بتسجيل أول أسطوانة للفنان بشير الرباطابي، وكان قد تم التسجيل بواسطة شركة مصرية، آنذاك ولا يفوتنا أن نُعّرف آلة الربابة في نفسها وهي آلة وترية تصنع من مواد محلية جداً بسيطه مثل :
القدح وهو صندوق الصوت.
جلاد رأس البقر وهو لجلاد القدح.
فتحات وهي للصوت.
الداقن وهو لتثبيت الكوبري (الكج).
الكج وهو كوبري تشد عليه الأوتار.
المرق قاعدة مثلث الأوتار.
الجرتق وهي زينة الربابة وليست أساسية بالكامل.
السلك وهو لشد الأوتار.
فيجاي وهي ملابس قديمة للف أعواد الربابة.
الوحيد ويعتبر الوتر الأول في الربابة.
الوتر الثاني وهو أغلظ وتر في الربابة.
الوسط وهو الوتر الأوسط.
الحنين وهو الوتر الرابع من أسفل إلى أعلى والثاني من أعلى إلى أسفل.
المجاوب ويعد الوتر الخامس.
السندالة وهي سنادة لتثبيت يد العازف لتمكينه من العزف.
الضراب أو الضرابة وهي الريشة التي يُعزف بها.
وإحتلت الربابة أو الطمبور حيزاً كبيراً من الساحة الفنية خاصة في الآونة الأخيرة. ورغم الإنطباع السائد أن مناطق شمال السودان هي مناطق إنتشار الطمبور، إلا أننا في الواقع نجده حاضراً في كافة أنحاء البلاد بما فيها الجنوب الذي أصبح دولة قائمة بذاتها بعد انفصاله عن شمال السودان، الشيء الذي أعطى هذه الآلة تميزاً واضحاً دون الآلات الأخريات، مما يجعلنا نراها أيقونة لتوحيد وجدان السودانيين بتنوعهم العرقي والثقافي والجغرافي.
والطمبور إنتشر من منطقة وادي النيل إلى معظم أنحاء القارة الإفريقية مع إختلاف مسمياته، وفي السودان تتعدد مسمياته بتعدد المناطق إلا أنه يلاحظ الإشتراك في حرفين هما الراء والكاف؛ ففي شرق السودان يسمى (باسنكو)، وفي النيل الأزرق عند قبائل (الأنقسنا) يسمى (أبنقرن)، و (كنجن) و(كاسندي) في مناطق جبال النوبة، و (أم بِري بِري)، عند قبيلة (الحوازمة) وشمال كردفان،و عند النوبيين في الشمال يسمى (كِسِر kisir) ، وفي الجنوب يسمى (طوم) لكنه طويل القوائم ويعزف بآلتين الأولى باص والثانية ليد.
أما في الشمال فيعتبر الطنبور الآلة الموسيقية الرئيسية حيث ارتبط ارتباطاً وثيقاً في هذه المنطقة بإيقاع (الدليب)، المأخوذ اسمه من أشجار عالية موجودة في غرب السودان، وتُجلب إلى شمال السودان، ويصنع منها (الفنادك) الضخمة التي تستخدم في طحن الغلال وعمل المواسير لتمرير المياه من جهة لأخرى، وقام هواة الطرب بصنع آلات إيقاعية من خشب هذه الأشجار وتُجَلَّد بالجلد ويضرب عليها إيقاعا سريعا، اصطلح عليه فيما بعد بإيقاع الدليب.
رغم اشتهار الطمبور بإيقاع الدليب إلا أنه يعزف الإيقاعات الأخرى التي تستخدمها بقية قبائل السودان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه القديم ومن أقصى شرقه إلى أقصى غربه.
قديماً كان فناني الشمال يستخدمون الإيقاع فقط مع الغناء وأشهرهم عبد الرحمن (بلَّاص) ، إلا أن الموسيقي الشهير النَّعَّام آدم تلميذ الموسيقار إدريس إبراهيم، يُعتبر من أوائل الفنانين الذين ظهروا في الإعلام يستخدمون الطمبور مع إيقاع الدليب في الغناء ومن ثم جاء تلاميذه من بعده وأشهرهم إسحق كرم الله، ومحمد جبارة، ومحمد كرم الله، وصديق أحمد وغيرهم إلى يومنا هذا.
كما أن كثيراً من الباحثين يرون أنّ فناني الطمبور، آثروا أن يستقلوا بأسلوبهم في الغناء بعيداً عن مدرسة النَّعَّام آدم و إدريس إبراهيم، مثل عثمان اليمني وعيسى بروي المنصوري.
وأصبح في الآونة الأخيرة للطمبور مسمع عالي من كل أطياف المناطق بمختلف قبائلها وسِحناتها، كما أشتهرت أسماء لها قدح مُعلي في أن يكون له كل هذا الصيت، ونذكر منهم على سبيل الذكر وليس الحصر، عبد الرحيم البركل، عبدالرحيم أرقى، عبدا لقيوم الشريف، معاوية المقل، جعفر السقيد، محمد النصري،ثنائي العامراب، صديق أحمد، طارق العوض وغيرهم كُثر.
1 تعليق