بالرغم من أن عبادة آمون في بلاد النوبة هي العقيدة المسيطرة عند الكوشين و هو الإله المحوري إلا أننا نجد أنهم قد عبدوا آلهة آخرى في آن واحد و نلاحظ أن هذا التفكير الديني قد استمر طوال الفتره الكوشية ستتناول أهم الآلهة التي عبدت في الفترة المروية.
الإله آمون:
يعتقد الكثير من المؤرخين أن عبادة آمون بدأت منذ الدولة المصرية القديمة، وقليل من الباحثين حاولوا إرجاع عبادة الإله آمون الى أصول غير مصريه، حيث ارجعه بعضهم إلى أصول ليبيه وحاول بعضهم ارجاعه إلى أصول عربيه، إلا أن الدكتور عمر حاج الزاكي قام بنقد هذه المبادرات باعتبارها تفتقد الأدلة الاثريه القاطعه ويرى أن آمون إلها سودانيا الأصل واستدل بذالك ماجاء في نصوص الاهرامات من إعتراف بالأصل السوداني للإله آمون (ديدون) الذي وصف بأنه فتى مصر العليا الذي قدم من بلاد النوبة.
يعتبر الكبش الرمز الأساسي للإله آمون كما هو معروف انه حيوان مقدس لدى الكوشيين، وليس المقصود بالكبش تأليه آمون إنما هو مجرد رمز، وكلمة آمون تعني الخفي.
أهم الأشكال التي صوره عليها آمون في الآثار الكوشية :
1-تصوير آمون على هيئة كبش جاث وقد وجدت في البركل، الكوة، مروي العاصمة، النقعة.
2-تصوير آمون في شكل إنسان برأس الكبش، وجدت هذه الهيئة على جدران واعمدة المعابد وعلى الآثار الجنائزية واللوحات الملكية التذكارية.
3-تصوير آمون على هيئة رجل كامل الأعضاء لم توجد أثار كثيره بهذه الهيئة.
4-تصويره برأس كبش واسد وجدت هذه الهيئة في إحدى المدافن الملكية بالكرو،وكذالك في معبد تهارقه بالكوة.
لقد أسس أهل كوش معابد كثيره لآمون فقد كان ينسب بإسم الجهة التي شيد بها مثل آمون طيبة، آمون نبتة، آمون الكوة(جماتون).
الإله ابيدماك:
يعتبر ابيدماك من الآلهة المحلية التي عبدت في القرن الثالث الميلادي، وقد صور على النقوش والرسومات على صور مركبه إلا أن الأسد الهيئة الاساسيه له. استخدم اهل كرمة رسم أو صناعة التماثيل بأشكلا مختلفه، حيث عندهم شكلاً للأسد وهو جالس واضيف له سلاح في شكل مطواة او موس ويعني هذا تعزيز قوة السلاح للأسد، كما وجدت رسوم زخرفية لأسود مزينة بها الاسرة، وهذا يعني أن أهل كرمة الحقو بالأسد نوع من التقديس.
وقد انعكس تفكيير المرويين مع خبراتهم المتخزنه في ذاكرتهم إلى عبادة الأسد يرجع ذالك لطبيعة اهل مروي الحربيه.
الكثير من المؤرخين ارجعوا عبادة الأسد للأصول غير محلية، مثل آركل وشيني، حيث فسرا ظهور ابيدماك في الجدار الجنوبي لمعبده بالنقعة بثلاث رؤس وأربعة أزرع إلى تأثير الحضاره الهنديه، غير انه ليس هنالك أي دليل تاريخي او أثري لوجود علاقات بين مروي والهند، وفسر بعضهم هذا التصوير المقدرات الهائلة لهذا الإله دون تدخل اي مؤثر خارجي، كما حاول البروفيسور :ل. ف رابكر ان يربط مابين ابيدماك وابي الهول المصري حيث يوجد بينهما تشابه غير أن اباالهول غير متفق انه مصري باعتبار أن البيئة المصريه لم تعرف انتشار الأسود مثل ما كان كان عليه الحال في السودان.
من اهم معابد ابيدماك، معبد الأسد بالمصورات، والنقعة
من خلال الصور والرسومات الموجودة في معبد الأسد بالمصورات يتضح لنا أن مقدرات ابيدماك لا تقل عن مقدرات آمون، حيث يوصف بالقوة العظمى والاستجابة لكل من يدعوه والسيادة على كل الناس.
الإله اوزيرس و الالهة ايزيس:
حيث احتلت عبادة اوزريس و ايزيس مكانة واضحة في الطقوس الجنائزيه في كوش، و يتم بواسطتها تأليه الملك المتوفي و يتحد مع اوزيريس إله المتوفي و تحميه أجنحة ايزيس مكون حلقة الوصول بين العالم القدسي والإنساني.
والجدير بالذكر أن أن ايزيس(دور الأم ) احتلت المركز الأول في لوحات تتويج ملوك كوش، وذكرت في النقش أن الملك تهارقه بعد توجهه إلى ممفيس ارسل لوالدته(ابار) أن تأتي لترى ابنها على عرش حورس كما حضرت ايزيس ابنها حورس على عرش ابيه اوزريس.
الاله سوى مكر:
ظهر لأول مرة في حفريات معبد الأسد بالمصورات على هيئة آدمية، وقد لقب بسيد منطقة المصورات ووجد له تمثال يمسك في يديه حبلا يلتف حوله الأسد، رسم سبوى مكر تحت أقدامه علامة الحياة بينما رسم ابيدماك تحت أقدامه سجناء مربوطين على افيال حرب، وهذا يعني أن سبوى مكر واهب للحياة بينما ابيدماك إله الحرب.
وكذالك من الآلهة المحلية، الفيل، والثعبان بحكم وجود هذه الحيوانات بأعداد كبيرة في المنطقة كما ذكرت في كتابات الكتاب الكلاسيكين، وقد ذكر استرابو أن الاثيوبيين كانوا يعبدون آلهة القدماء بالإضافة إلى انهم عبدو آلهة خاصة بهم وليست معروفة لدى غيرهم واشار الى ابيدماك على أنه إله محلي.
2 تعليقات