تحدثنا في أول حلقات سلسلة تاريخ الدولة المهدية وماضيها المبهم عن نشأة مؤسسها و إمامها محمد أحمد بن عبدالله بن فحل، و تأثير نشأته الدينية على حياته وتفاصيل دولته في ما بعد. وقد ادعى المهدية منذ عمر صغير وشكلت فكرة المهدية المحرك الرئيسي في قيام الثورة المهدية و التفاف السودانيين حولها، التي أدت بدورها لتأسيس الدولة المهدية في النهاية.
و وردت فكرة ظهور الامام المهدي في بعض كتب السنة والحديث، مثل سنن أبي داؤود و النسائي، وهي شخصية يؤمن أغلب طوائف المسلمين بظهورها فيما يعرف ب(آخر الزمان) ليملأ الأرض نوراً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً. وأخرج ابو داؤود في سننه عن النبي( صلى الله عليه وسلم) فيما صححه الألباني:
“لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض عدلاً”.
واختلفت بعض هذه الطوائف في كيفية ظهور المهدي المنتظر، فبينما يرى السنة أنه سيولد قبل توليه الحكم ببضعة عقود في اخر الزمان ومع ظهور علامات الساعة الكبرى، تمثل قصة الامام المهدي عند الشيعة الإثني عشرية حكاية غريبة وغير منطقية في كثير من أحداثها، حتى رفضتها جل فرق الشيعة الأخرى، وتبدأهذه القصة بدعوى ولادة ابن للإمام الحسن العسكري في العام 255 للهجرة في مدينة سامراء شمال العراق وهو حي منذ ذلك الحين لكنه مختف عن الأنظار، وقد تباينت آراءهم حول أسباب إختفاءه، منهم من يرى أنه مختف خوفا من القتل، وآخرين ادعوا بأنه لا يحل له أن يكون في عنقه بيعة لظالم، أو لإمتحان المسلمين، وتنبيه الأمة لرعاية حق الإمام.ومن ثم يظهر في زمن نزول عيسى عليه السلام.
Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom