الدراسة عبر الأثير… ليست بديل للدراسة الصفية

بقلم : فاطمة أمين
¤ بدأ التلفزيون القومي بث الحصص الدراسية للتلاميذ عبر فضائية تلفزيون السودان القومي، والتي كانت قد أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم بعد تعليق الدراسة لمرحلتي الأساس والثانوي، إذ قررت الوزارة إجراء الحصص الدراسية للطلاب عبر منصات البث المتاحة اثيرياً مثل الراديو والتلفزيون،وذلك لإبقاء الطلاب داخل  الأجواء الدراسية.
¤ اعتبر اولياء الامور ان بث الحصص للطلاب أثيرياً لن تنجح إذا اعتبرته الدولة بديل للحصص الصفية المباشرة ، وذلك لكثير من العوائق التي تحول دون تطبيق استئناف الدراسة اثيرياً، عوائق تشارك فيها الحكومة بصورة كبيرة مثل انقطاع الكهرباء وعدم وصولها لبعض الولايات التي تضم عدد لا يستهان به من الأطفال في الفصول الابتدائية والذين بدورهم أكثر حاجة لتلك الحصص ، ومن العوائق أيضا الظروف الاقتصادية لبعض الاُسر والتي من المتوقع ألا تمتلك جهاز تلفاز، غير الأجواء المنزلية الغير مهيأة للتلاميذ والعوامل النفسية التي تساهم بدور كبير في عدم تلقي الطالب للمحتوى بطريقة شبيهة باللتي كانت داخل الصفوف.
¤ نجحت معظم الدول المتقدمة في تطبيق التعليم أون لاين عن طريق استئناف الدراسة للطلاب عبر الانترنت (اون لاين) حيث يكون الاستاذ حضور مع الطالب ويمكنهم مناقشة المحتوى الذي قام الاستاذ بشرحه وطرح الاسئلة والأجوبة، و بهذا يكون الطلاب  اقرب للحصص الصفية المباشرة من استئنافه اثيرياً عبر منصات البث (التلفزيون، الراديو)، بحيث لا يستطيع الطالب مناقشة المادة مع الاستاذ وطرح الاسئلة والاجوبة.
¤ إن  التعليم (اون لاين) في السودان يصعب بل يستحيل تطبيقه وذلك لكثير  من العوائق التي تحول دون ذلك ،  فمن غير الممكن أن يطبق التعليم اون لاين في دولة تعتبر من دول العالم الثالث لا تتوفر فيها اقل الحقوق الأساسية للمواطنين ، ناهيك عن عدم توفر الكهرباء الذي يعتبر أكبر عائق يحول دون تطبيق التعليم عن بعد في السودان.
¤ يرى الاخصائيين التربويين ان التعليم عن بعد يمكن تطبيقه في السودان كواحد من الحلول المؤقتة لعدم توقف الدراسة ولكن من غير الممكن اعتماده كبديل للدراسة الصفية المباشرة خاصة لمرحلة الابتدائي لحساسية المرحلة واعمار التلاميذ التي تحتاج الى متابعة مباشرة.
¤ ان قرار الوزارة استئناف الدراسة اثيرياً للطلاب يمكن أن يعتبر حل ناجح اذا اعتبرته الوزارة حل مؤقت ولكن من غير الممكن ان يكون حل مناسب لاكمال العام الدراسي اثيرياً لكثير من الأسباب التي ذكرناها سابقاً.
¤ يقع الآن على عاتق أولياء الأمور تمثيل دور الاستاذ لابنائهم داخل المنزل وخلق جو قريب للأجواء التي تعودوا عليها الطلاب بالمدرسة، ومتابعة الدروس وحل الواجبات وتصحيحها، وقبل ذلك تهيئة الأجواء المنزلية والابتعاد قدر الامكان من الضوضاء ومسببات تشتت انتباه الطلاب.

Related posts

فريق السودان ينافس في النسخة الثالثة من مسابقة First Global Challenge

Eye Tribe أوكيولوس

ثقافة الاعتذار

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...