أطلق المبعوث الأممي لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس مشاورات مع أطراف الازمة في السودان لبدء حوار ومفاوضات تفضي إلي توافق وطني لإكمال الفترة الانتقالية وتشكيل حكومة تستكمل مهام الانتقال.
الحوار والتفاوض مهم وهو الوسيلة الوحيدة للخروج من الازمة الراهنة ومنع البلاد من الانزلاق الي أتون حرب اهلية طاحنة.
لكن السؤال الاهم ماهي الصيغة المثلي للحوار ، وهل المكون العسكري الذي يترأسه البرهان حاليآ جدير بالثقة وهو الذي إنقلب علي الشراكة مع القوي المدنية في 25 أكتوبر فيما سماه تصحيح مسار الثورة وتلك القرارات غير المدروسة هي التي ادت الي تلك الازمة الخانقة التي أعادت البلاد الي عهد ما قبل سقوط البشير.
الحوار والتفاوض لديه أسس وشروط أهمها بناء الثقة وتلك النقطة مفقودة تمامآ فالجانب المدني لن يثق مرة اخري في العسكريين والعكس .
الامر الاخر تهيئة المناخ السياسي للانخراط في الحوار فلا تزال الاجواء متوترة والمظاهرات لا تكاد تخبوء حتي تنطلق مرة أخري ، فالبلاد مصابة بحالة شلل تام بسبب أغلاق الجسور وقطع شبكات الانترنت والاتصال والانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان والتضييق علي الحريات العامة والاعتقالات العشوائية لقيادات لجان المقاومة
ان مبادرة الامم المتحدة لن يكتب لها النجاح في ظل هذا المناخ غير الديمقراطي خصوصا مع رفضها من قبل عدة قوي ثورية مؤثرة في الشارع السياسي مثل تجمع المهنيين وعدة احزاب وتنظيمات مدنية.
افاق الحل للازمة الحالية هو رحيل المكون العسكري المنقلب علي الشراكة وقيام الجيش بإختيار بديل مناسب لادارة المرحلة المتبقية من الفترة الانتقالية برفقة المكون المدني فالقوات المسلحة مليئة بالكوادر الوطنية الصادقة التي بإستطاعتها اعادة هيبة تلك المنظومة السيادية واعادة احترام وثقة الشعب بها.
لا ادعوا بهذا النداء للانقلاب ولكن هذا الظرف المعقد انحياز القوات المسلحة لشعبها هو القرار السليم لحفظ البلاد والعباد.
وعلي قوي الثورة الحية ولجان المقاومة والتنظيمات المدنية والنقابية الوحدة والتنسيق لبناء جبهة موحدة ضد الانقلاب لهزيمته ودحره قبل التفكير في حوار وتفاوض عقيم يعيد انتاج نفس الأمة و( نفس الزول ) .