288
إجابة على السؤال المتكرر: ماهي الحلول لضمان عدم تفوق الثورة المضادة ؟ برغم بساطة الأمر الا ان (الحل ليس في البل) ، او لم يعد كذلك في هذه المرحلة.
فبالرجوع لأسباب بقاء حكومة الكيزان لثلاثون عاماً ، لم يكن لقوتها و كفاءة منسوبيها ؛ بل كان السبب هو تغولهم وتمكّنهم من مفاصل الدولة كداء خبيث ، بخطة إستراتيجية نفذوها بتخطيط عالي ودقيق ، رغما عن التشوهات التي أحدثها الأمر في نسيج الوطن على كافة الأصعدة.
و لعكس هذا التأثير و بناء حاجز صد يقينا المد الخفي للثورة المضادة ، يجب علينا إستغلال أهمّ عاملين توفّرا لنا في هذه الثورة.
١- تجمع المهنيين السودانيين .
٢- لجان المقاومة السودانية .
السؤال الذي يتأرجح بين عاطفتك وعقلك هو كيف يمكننا عكس التأثير؟ والإجابة في الوصفة الآتية :-
– إستراتيجيات البقاء
في بداية المقاومة و الثورة أعني ثورة ديسمبر ، بدأت تتشكل حركة ترابط بين الثوار كانت ملامحها النهائية هي لجان مقاومة تسير بأوامر تجمع المهنيين ، للتنسيق للمواكب و تقديم الخدمات اللوجستية و المعلوماتية لجسد الثورة ولا أقصد لجان المقاومة القديمة.
و الأن في مرحلة البناء و قبل أن نقع في فخ نصنعه بأيدينا ، يجب ان نتوقف عن استخدام لجان المقاومة كلجان خدمية ، و تحويلها الى لجان (إستراتيجية).
حسنا – وما الفرق بين خدمية و استراتيجية ؟
اللجان الخدمية تعتمد بصورة مباشرة على جهات تملي عليها ما ينبغي عمله و تنفيذه.
وهو امر يقتل روح العمل داخل أي لجان ، و يحيلها الى مجموعة من العناصر غير المتجانسة.
أما اللجان الإستراتيجية فستجيب على اهم الأسئلة : كيف نصل من هنا إلى هناك ؟
و يمكن لمكوناتها دعم حكومة الثورة في جميع المواقع والتخصصات وحمايتها امنيا واقتصاديا وإجتماعيا.
وحسب ميثاق لجان المقاومة و نسبة تمثيلها بالمجلس التشريعي و التي تصل الى (٣٠٪) يجب تكوين مركز دراسات استراتيجية بقيادة تجمع المهنيين منفردا عن قوى الحرية ، نسبة لعلاقته بتخصصات اللجان الاستراتيجية التي ستنضوي تحته كافة التخصصات يقوم بالإستعانة بالناس و الموارد و السلطة المتاحة ، خاصة مع توحد الرؤية و الذي يعد كعامل مهم جدا في أي عمل استراتيجي.
مع وضع المعايير الاتية بإختصار :-
– التوجيهات العامة مثل تعزيز التدريب لكوادر اللجان و زيادة الفرصة و ايجاد موارد بديلة.
– التناسب بين الفرص و الموارد عبر زيادة الفخر المجتمعي بالعمل المناط بهم والاستفادة من استعداد الناس للعمل من اجل انجاح الثورة.
– تقليل المقاومة المضادة و ازالة الحواجز ، وهي اهم جزء بالموضوع ، فالاستراتيجية الناجحة تسعى لتحويل المعارضين الى موالين متحمسين للفكرة المنطقية و ليس الدخول في صراع معهم يشغلنا عن اهدافنا ، والعمل على ازالة اي حواجز ثقافية عرقية ، اثنية ، فكرية ، داخل المجتمع.
– الوصول للمتأثرين ، مثلا اذا كانت الاستراتيجية هي توفير وظائف ، فعلى اللجان توفير التعليم و التدريب المناسب لهذه الوظائف ، أو متضرري الحرب ؛ يجب توفير التأهيل النفسي و اعادتهم الى قراهم و مزارعهم مع توفير على الأقل الحد الأدنى من مقومات الحياة و تنميتها تدريجيا.
– تقليل اسباب الفساد و الانحراف في المجتمع عبر التوعية الذكية ، بدل المنع المباشر.
و ذلك لن يتم الا عبر اشراك الأسرة و المنظمات المجتمعية كالمساجد ، المدارس ، الاندية الرياضية ، الاعلام.
و دون مواربة هي دعوة للتمكين عبر ابدال البعض و إحلال غيرهم من ابناء الثورة ، في مجالات مثل مجالات انفاذ القانون ، القضاء ، النيابات ، السجون ، الشرطة.
و مجالات اقتصادية مثل البنوك و المحليات و الموانئ البحرية و الجوية والبرية.
وامنية مثل جهاز المخابرات العامة و الجيش، مع الإصرار على اعادة هيكلته وتطويره.
وتطوير قدرة خريجي المجالات الهندسية للجان المقاومة الاستراتيجية لشغل مجالات الكهرباء و المياه و البنى التحتية.
تمكين يختلف عن التمكين الذي مارسته الانقاذ بطرد الكفاءات و استبدالها بعفاريت الولاء.
تمكين تحت قاعدة (البقاء للأكفأ).
وكل ذلك تحت مظلة تجمع المهنيين حيث يكون كبرلمان منفرد يستمع فيه الجميع الى رأي الفرد و احترامه ، و مناقشته على أسس عملية و علمية صرفة بتنسيق إقليمي يتداخل في الحوجة للكفاءات ومطلبياتها.
و تطهير كافة مؤسسات الدولة من الفساد ، و الاستعداد الدائم للكوارث الطبيعية وغير الطبيعية بخطط ذات دراسات صحيحة.
عندها سننوم ملء أجفاننا مطمئنين على بلادنا و ثورتنا ومستقبلا دون حوجة للبل.
فنحن نريد تجفيف هؤلاء.