في موسم 1997-1996 حقق السير بوبي روبسون مدرب برشلونة آنذاك فوزاً كبيراً في الدوري الإسباني حصيلته 8 أهداف ، بعد نهاية المباراة خرجت الجماهير غير راضية ، صافرات الإستهجان في كل مكان ، إعلام برشلونة كتب فوز بدون كرة قدم ، فوز بدون نظام و إسلوب واضح.
بالرغم من تحقيق السير بوبي للقب كأس الكؤوس الأوروبي و لقب كأس ملك إسبانيا مع برشلونة ، إلا أن الجمهور كان في مزاج سيء في ما يخص طريقة اللعب و أن السير كان يطلب اللعب بقوة أكبر و يفضل التدخلات البدنية و هذا ينافي أحد مبادئ كرويف بأنه يجب اللعب على الكرة نفسها و ليس الأجساد و أن جوهرها يكمن في جماليتها و طريقة عرضها للمشاهدين.
مما سبق يتضح لك معنى الهوية و النهج الذي سلكه نادي برشلونة في تاريخه الحديث محققاً به بطولات عدة و إرتباط الجمهور بمبادئ كرويف إلى يومنا هذا.
على ذلك يمكن تقسيم مدربين كرة القدم إلى نوعين : الأول يتبع نهجاً ثابتاً ، يبادر بما لديه من أفكار ، يخسر و يفوز بمبادئه تلك مع حاجته لفترة من الزمن لزرع أساسياته ثم تحقيق الألقاب و بعد ذهابه يظل أثره باقي ، أمثال بيب و كلوب و دي زيربي.
الثاني متلون ، مرجعيته أفكار الخصوم ، يؤمن بمواجهة كل خصم بتكتيك معين و حسابات مختلفة ، يقتات على نقاط ضعفك و يعتمد على ما لدى لاعبيه من إمكانيات ، عامل الزمن لا يهمه كثيراً ، ثم بعد رحيله من النادي يتْبعه إسلوبه خلفه ، ماسيمليانو اليغري على رأس تلك الفئة.
بالحديث عن اليغري ، أظهرت الدراسات أن بإمكان الحرباء تغيير لونها على حسب درجة الحرارة ، ربما إذا أجرينا نفس البحوث على اليغري ستُثبت عليه ألفاظاً كحرباء كرة القدم.
في إحدى مقابلاته الصحفية سابقاً سُئل عن ماهية إسلوب اليوفي ، قال أنه سينتظر حتى نهاية السوق ثم سيحدد الطريقة التي سيلعب بها بناءاً على ما يقوله الميركاتو.
ماسيميليانو برجماتي الفكر ، يدرسك ثم يتلون بناءاً على ذلك ، صاحب ردة الفعل لكل فعل ، بإمكانه الهجوم أو التحفظ على ذلك ، اليوم إخترقك من العمق ، غداً سيلعب على الأطراف ، عاملي الضغط و الاستحواذ في متناوله ، لكن القرار يعود لك ، بماذا ترغب ! إن أردت الهيمنة على الكرة سأظهر لك كيفية إقتلاعها منك و إن أردت الضغط سأفتن أفكارك فيما بينها بعد أن أترك لك قضية الإستحواذ تلك.
أحد تصريحاته التي تبين أفعاله :
[ إذا وجدت قاطع طرق في طريقك ، كيف ستتحاور معه ؟ بالتأكيد ستكون طريقة مختلفة عن تلك التي تتحاور بها مع جورجيو أرماني ( مصمم أزياء ). هذه هي فكرتي في اللعبة ، الخصم و ما أملك من لاعبين كلها عوامل تتحكم في طريقة تفكيري قبل كل مباراة ].
في دوري الأبطال لا تأمن شره أبداً لأنك سترى وجهه مرتان ، ذهاباً إن خدمتك التفاصيل و كسبت المعركة ، كن مستعداً لزرف الدموع في الإياب لأنك ستخسر الحرب.
بعد تعيينه مدرباً لليوفي في المرة الأولى ، جماهير النادي قابلته بالرفض و بعد بدايته السيئة في بطولة الدوري تعالت أصوات إقالته ، خرج لهم و تحدث بأن ( بطولة الدوري ليست سباق 1000 إنها كالمارثون ، تحتاج قليلاً من الصبر و الهدوء ) الأن بعد تعيينه مدرباً لهم للمرة الثانية رقصوا فرحاً بعودته.
عندما يتعلق الأمر بالإسلوب و التكتيك أنا متلون
و عندما يتعلق باللعب الجمالي و متعة المشاهد فأنا باهت.
1 تعليق